خطوط بيضاء
بقلم: خالد الغندور
من المستحيل عودة الدورى الممتاز فى الوقت الحالى، على الرغم من نداءات بعض الأبواق الإعلامية بعودته، بحجة عدم قطع أرزاق العاملين، لكننى أقول لهم إن المسابقة لن تعود إلا بعد القصاص للشهداء كحل أولىّ، وبعد ذلك تأمين الملاعب بشكل جيد بعدما أصبحت ظاهرة اقتحام الملاعب موضة جديدة يقوم بها أى شخص.. وأرى استحالة عودة الدورى فى ظل عدم وجود اتحاد كرة لتنظيم المسابقة، وإشكالية استمرار «المصرى» فى الدورى من عدمه وسيناريوهات البقاء أو الهبوط، ورد فعل جماهير النادى فى حالة هبوطه، وموقف الأندية الأخرى من اللعب معه فى حالة بقائه، والملعب الذى سيستضيف مبارياته.. وجاء رفض الأمن لإقامة مباريات المنتخب الودية ليقضى على فكرة عودة الدورى من الأساس، بالإضافة إلى استحالة تنظيم الـ٢٢ مباراة المتبقية فى ظل ضيق الوقت، لأن المنتخب سيخوض مبارياته فى تصفيات أمم أفريقيا ٢٠١٣ خلال شهر يونيو، والشهر نفسه سيشهد الانتخابات الرئاسية فى مصر، وبالتالى صعوبة تأمين أى مباريات، خصوصاً أن مباريات الدور الثانى أكثر قوة وشراسة من الدور الأول.
ونستنتج أن الظروف غير مهيأة لعودة الدورى، وبالتالى إذا كنا نتحدث عن تضرر المئات من توقف الدورى، فدعونا ننظر إلى السياحة التى تمثل عموداً أساسياً فى الاقتصاد المصرى، بعدما نقلت المواقع العالمية صورة الشغب التى حدثت فى بورسعيد، ومن قبلها مباراة الأفريقى التونسى، مع الزمالك، ومباراة الأهلى وكيما أسوان. وبالإضافة إلى كل ما سبق، أتساءل: هل المواطن المصرى مهيأ حالياً لعودة الدورى، وهل تم تقويم الألتراس لضبط سلوكهم؟! وأطالب مقدمى البرامج، الذين حصدوا الملايين من وراء الرياضة، الكف عن تلك الدعوات وإيجاد حلول لتلك الأزمات، وليعلموا جميعاً أن الدورى يعود عندما تعود مصر، وعودة مصر مرتبطة بعودة الدولة وعودة الأمن والأمان.
بعد أحداث بورسعيد، صدرت قرارات انفعالية كثيرة، منها اعتزال محمد أبوتريكة ومحمد بركات، ورَفْض شهاب الدين أحمد، لاعب الأهلى، الانضمام للمنتخب الأوليمبى، وكذلك رفض شيكابالا الانضمام للمنتخب الأول، واستقالة التوأم حسام وإبراهيم حسن وكامل أبوعلى من «المصرى».. وبعد ذلك تراجع الجميع، فبركات فى طريقه للعودة، وسبقه أبوتريكة بالانتظام فى تدريبات فريقه، كما عاد التوأم لقيادة المصرى، وانضم شهاب للمنتخب الأوليمبى، وأرى أن ذلك يتماشى مع طبيعة الشعب المصرى العاطفى الذى يتأثر بالمواقف، وأرى أن رحيل أبوعلى عن المصرى سيحمل الدمار للنادى، وأعتقد أن الجماهير التى توفيت فى الأحداث كانت ستطالب أبوتريكة وبركات بعدم الاعتزال ماداما قادرين على العطاء، وأقول للجميع: دعونا نعمل ونترك جهات التحقيق لتحقق، والقضاء ليأخذ القصاص من الجناة فى جميع المواقع، سواء ماسبيرو أو محمد محمود أو مجلس الوزراء أو بورسعيد، وحقوق الضباط الذين قتلوا على يد البلطجية. وتعجبت كثيراً من موقف شيكابالا، فهل هذا منطق؟