6 مشاهد كلمة السر في فوز الزمالك بأصعب لقب دوري

23 اغسطس 2022 الساعة 12:01 مساء

مهاب ممدوح
 
4 مارس 2022.. تاريخ فارق سيظل عالقا في أذهان جماهير الزمالك، حيث شهد إعلان النادي التعاقد مع البرتغالي المخضرم جيسوالدو فيريرا لتدريب الفريق الأول لكرة القدم، خلفا للفرنسي باتريس كارتيرون، ليبدأ البرتغالي العجوز رحلة جديدة من النجاحات رفقة الأبيض ويكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ القلعة البيضاء، بعدما قاد الزمالك لحصد لقب الدوري للمرة الرابعة عشر في تاريخه والثانية على التوالي، في موسم شاق وصعب بالنسبة للظروف التي واجهت الفريق.
 
مشوار صعب
لم يكن تتويج الزمالك سهلا، في ظل الظروف الصعبة التي واجهت النادي على مدار الموسم، بداية من إيقاف القيد، الذي حرم الزمالك من إبرام صفقات قوية، مرورا إلى رحيل أبرز اللاعبين مثل طارق حامد ومحمد أبو جبل، ومصطفى فتحي، وأشرف بن شرقي، وصولا إلى التراجع الأفريقي والخروج من دوري الأبطال في نسخته الأخيرة من دور المجموعات، فضلا عن تراجع مستوى بعض اللاعبين مثل التونسي حمزة المثلوثي، وكذلك سيف الجزيري.
 
تحديات خاصة
عاد فيريرا إلى الزمالك، وانتظره 5 تحديات، حيث يكمن التحدي الأول، في بناء فريق قوي للموسم الجديد، فضلا عن تطوير مستوى اللاعبين الذين تراجع مستواهم، بالإضافة إلى استعادة هيبة الزمالك المفقودة محليا، خاصة بعد الخسارة من الغريم التقليدي الأهلي في الدور الأول بخماسية مقابل ثلاثة، فضلا عن تحدي كأس مصر للموسم الماضي، والرغبة في حصده، وأخيرا التحدي الخامس، فكرة تصعيد لاعبين ناشئين قادرين على الظهور مع الفريق الأول لحل أزمة إيقاف القيد.
بمجرد الإعلان عن تولي فيريرا المهمة الفنية للزمالك، كانت الشكوك تحوم حول قدرته على تحقيق نجاحات 2015 عندما قاد الزمالك لحصد الثنائية المحلية ( الدوري والكأس ) بداعي العُمر الكبير، ولكن البرتغالي العجوز أثبت المثل المتداول دائما.. العُمر مجرد رقم، ليس فقط على مستوى اللاعبين ولكن المدربين أيضا.
 
شكوك وكلمات غريبة
كلمات فيريرا للاعبي الزمالك في أول جلسة، كانت غريبة بالنسبة لمتابعي الفريق الأبيض خلال تلك الفترة، والتي شهدت تراجعا واضحا في مستوى الفريق، ولكن البرتغالي كان ينظر للأمور بشكل مُختلف تماما، فكانت تلك الكلمات الصادرة منه للاعبين تعبر عن الرغبة في حصد كل الألقاب والبطولات التي يُنافس عليها الزمالك، الأمر الذي تصوره البعض غريبا، فكيف يُنافس الزمالك في هذا التوقيت الصعب؟  ولكن سرعان ما حول فيريرا الأحلام إلى حقيقة ونفذ على أرض الواقع، رغم البداية المتراجعة، فلم تكن بدايته قوية مع الفريق، إذ ودع دوري الأبطال بالخسارة من الوداد المغربي في دور المجموعات بهدف دون رد، على ستاد القاهرة الدولي، وفي الدوري، بدأ بالفوز على بيراميدز ثم مصر المقاصة وتعثر بالتعادل السلبي مع فاركو، ثم فاز على الاتحاد السكندري والمصري وإيسترن كومباني ولكن كانت الصدمة بهزيمة أمام إنبي ثم طلائع الجيش، في وقت كان الأهلي يُنافس فيه بدوري أبطال أفريقيا ولديه بعض المباريات المؤجلة في البطولة المحلية.
 
لحظة حاسمة
وكانت اللحظة الحاسمة، تكمن في تعادل الزمالك مع الأهلي بهدفين مقابل هدفين، بعدما كان متأخرا بهدف دون رد في قمة الدور الثاني، وبعد تلك المباراة، تحول الفريق الذي يقوده فيريرا إلى فريق مُختلف، وحقق سلسلة انتصارات متتالية، بدأت من لقاء الإسماعيلي في 28 مايو 2022 بالجولة الواحد والعشرين وصولا إلى مباراة فاركو في الجولة 31، في وقت شهد تعثر الأهلي محليا لينفرد الزمالك بصدارة جدول الترتيب.
 
الحاضر والمستقبل
لم يقتصر تأثير فيريرا على النتائج فقط، بل نجح البرتغالي في تطوير لاعبين أصبحوا تحت قيادته عنصرا مؤثرا في طريق الزمالك نحو حصد اللقب رقم 14 في تاريخه، وعلى رأس هؤلاء اللاعبين إمام عاشور الذي سجل 4 أهداف تحت قيادة فيريرا حتى الجولة 31 من الدوري الممتاز هذا الموسم، وأصبح عنصرا أساسيا في قوام الزمالك، فضلا عن تطور مستوى حمزة المثلوثي دفاعيا، بجانب تطور اللاعبين الناشئين على رأسهم حسام عبد المجيد المدافع الذي سجل هدفين الأول ضد المقاولون والثاني ضد فاركو، في مباريات حاسمة بالنسبة للأبيض وسيد عبد الله "نيمار" الظهير الأيمن الذي قدم مستوى فني مميزا، فضلا عن يوسف أسامة نبيه والذي صنع الهدف الثاني للزمالك في قمة الدور الثاني والذي سجله شيكابالا، لينجح فيريرا في كسب رهان الحاضر والمستقبل مع الزمالك، ويُنفذ وعده الذي أكده في رسالته لجماهير الزمالك فور وصوله لمطار القاهرة تمهيدا للتعاقد مع النادي، والذي أوضح من خلاله تلك الكلمات: "معا سنكون أقوى".