جـمال هليـل يكتب: الأهلى والمصرى.. قضية أمن قومى

25 مارس 2012 الساعة 5:03 مساء

الأهلي أعلن الطواريء لشن الحرب ضد الجبلاية بعد العقوبات التي صدرت ضد المصري!!وجماهير بورسعيد قامت بالواجب وتحملت مسئولية الدفاع عن النادي المصري الذي أصبح بدون مجلس إدارة يديره ويحميه.. وجماهير الأهلي ثائرة وتتوعد الجبلاية بوقفة احتجاجية اليوم تستمر لحين إعادة صياغة القرارات وتشديدها فوق رؤوس من تسببوا في المذبحة.
 
وجمهور المصري هو الآخر سارع بوقفات احتجاجية أكثر قوة وأشد عنفا في بورسعيد وصلت للهجوم علي مبني قناة السويس والتهديد بضرب السفن !!
 
وما يحدث الآن من جماهير الكرة فاق كل التصورات, وأصبح من الصعب استئناف النشاط الكروي بكل أشكاله!! فمن يضمن سلامة الأهلي إذا لعب في البطولة القادمة حتي ولو كانت تنشيطية؟! ومن أدرانا بمن سيندسون بين صفوف الجماهير لإثارة المشاكل, لنفتح باب الجدل من جديد عن جماهير بورسعيد واتهامها بإثارة الخلافات رغم غياب المصري عن البطولة!!
 
القضية تشعبت وأصبحت "أمن قومي" يجب الحفاظ عليه, 00انتقلت القضية من الملاعب إلي مجلس الشعب ثم مجلس الوزراء, وأخيرا أصبحت قضية بلا حل, لأن خيوطها تشابكت, وضحاياها كثيرون, وأطرافها متعددة, في وقت وهنت فيه الدولة وسقطت هيبتها, وانكسر السيف الذي كانت تقبض عليه, فأصبحت رقبة الدولة تحت رحمة الجماهير!!
 
القضية لم تعد "رياضة" أو مباراة في كرة القدم, أو حتي موت 74 مشجعا, بل أصبحت قضية قومية أثارت الفرقة بين محافظات ومدن وشعب مصر.. قضية أمن قومي في المقام الأول, وأسوأ ما فيها أنها جاءت في توقيت سييء, وكل الأطراف مهيأة للاندفاع والثورة والخروج علي المألوف, وهكذا نحن لا نرضخ إلا للقوي, ونثور وننفجر غضبا ضد الضعيف الذي "تفرعن" من قبل!!
 
الخطأ في القرار الذي أصدره اتحاد الكرة.. أنه جاء بعد وقت طويل من المجزرة البشرية, وسبب التأجيل أن الاتحاد انتظر لحين الكشف عن الجناة!! ونحن حتي الآن لم نعرف الجناة الحقيقيون, ولم يحاكموا.
 
لذلك كل طرف من أطراف القضية يظن نفسه علي حق, والجاني يجلس الآن في الركن الهاديء ويضحك علينا جميعا وكأنه شيطان يثير الفرقة ويشعل النار, ثم يبتسم بعد أن نقتل بعضنا بعضا!!
 
القضية الآن ازدادت تعقيدا, وليس لها حل سوي الأيام التي قد تهديء الأمور.. لكن ليس هناك من حل يرضي جميع الأطراف المتشابكة.. وإن كنت علي ثقة أن إقامة أية بطولة كروية الآن سيفجر الأوضاع ويشعل النار أكثر وأكثر.. فمن يضمن الهدوء في ظل ثورة الجماهير التي انشقت مع أو ضد الأهلي والمصري!؟!
 
وحتي ولو أقيمت بطولة تنشيطية بدون جماهير.. من سيضمن ويكتب إقرارا بتحمل المسئولية!!؟  نحن أمام قضية أمن قومي ليس لها حل يرضي كل الأطراف!!
 
المصدر: جريدة الجمهورية