الفدائي في تحدٍ جديد.. بمشاركة نجم الزمالك الجديد فلسطين تبدأ مشوارها الصعب نحو المونديال
بمشاركة عمر فرج..الفدائي في تحدٍ جديد.. فلسطين تبدأ مشوارها الصعب نحو المونديال
سارة عبد الباقي
يتطلع منتخب فلسطين لكرة القدم للتأهل لكأس العالم 2026 وذلك من خلال استعداده لخوض التصفيات النهائية على مستوى القارة الآسيوية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية في ظل الصراع العسكري مع إسرائيل.
ويحاول المنتخب الفلسطيني الملقب بـ “الفدائي" والذي يضم 26 لاعبا من بينهم لاعب واحد فقط من قطاع غزة وهو محترف في الهند تسجيل حضور "مميز" في التصفيات النهائية والتي يخوضها لأول مرة في تاريخه على مستوى آسيا وذلك من خلال تسديد أهداف في شباك كل من منتخبي كوريا الجنوبية والأردن في الأيام المقبلة.
ويقول التونسي مكرم دبوب، المدير الفني للمنتخب الفلسطيني، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "للأسف لم يتمكن أي لاعب من قطاع غزة من الانضمام للمنتخب الفلسطيني وذلك بسبب مقتل عدد منهم فيما لم يتمكن آخرون من مغادرة القطاع الذي يعاني من ويلات حرب واسعة النطاق منذ أكثر من 11 شهرا على التوالي".
ويشن الجيش الإسرائيلي حربا واسعة النطاق على الجيب الساحلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي عقب تنفيذ حماس هجوما عسكريا مباغتا على البلدات الإسرائيلية مما أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف ما يقارب 240 آخرين بحسب إحصائيات إسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 40819 فلسطيني بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، قتل ما يقارب 231 لاعب كرة قدم من بينهم 66 طفلا من أكاديمية كرة القدم في قطاع غزة، بحسب ما أعلن عنه الاتحاد العام لكرة القدم الفلسطيني في بيان له.
ولا تبدو الأوضاع أفضل حالا في أراضي الضفة الغربية، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي تشهد مدن وقرى المنطقة تدهورا أمنيا كبيرا في ظل تصاعد وتيرة المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين مما أدى إلى مقتل أكثر من 650 فلسطينيا وتوقف الدوري المحلي.
لذلك، يقول دبوب لـ(د.ب.أ) "لم يكن الاستعداد لمثل هذه المواجهات سهلا خاصة وأن غالبية اللاعبين لم يخوضوا غمار المباريات الودية في الأندية الخاصة بهم في الأراضي الفلسطينية بسبب توقف الدوري المحلي في ظل تصاعد العنف والتوتر بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي".
ويضيف "ندرك جيدا بأنه ليس من السهل على المنتخب خوض غمار هذه التصفيات خاصة في ظل تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في بلادهم، ولكننا مصرون على تثبيت أولى خطواتنا للسير نحو المشاركة في كأس العالم على إنها ستكون انتصارا للقضية الفلسطينية ورفع العلم الفلسطيني في المحافل الدولية".
وفي محاولة لشحن طاقات الفريق وتأهيله للمنافسات المقبلة، يشرح دبوب، "نحن لجأنا إلى المعسكرات المغلقة لتأهيل اللاعبين جسديا ونفسيا ليكونوا قادرين على المشاركة في هذه التصفيات والحفاظ على أدائهم المعتاد وتطوير مهاراتهم في الملاعب".
وتابع "في الحقيقة نحن نعتمد على اللاعبين المحترفين المتاحين لتحقيق أفضل النتائج لنا في هذه التصفيات".
وهذه المرة الأولى في تاريخه التي يحل فيها المنتخب الفلسطيني ضيفا على كوريا الجنوبية حيث من المقرر أن يلتقي منتخبها غدا الخميس في الجولة الأولى من لقاءات المجموعة الثانية بالدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، الذي سيعقد في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا.
وأمضى المنتخب الفلسطيني عدة أيام في كوالالمبور استعدادًا لمواجهة كوريا الجنوبية، وسيعود إلى العاصمة الماليزية من جديد لخوض مباراة الثلاثاء المقبل ضد الأردن ضمن الجولة الثانية "حيث نتطلع لإحراز نقطة إيجابية في هذه المباراة أيضا" على حد قول دبوب.
ورغم الروح الإيجابية التي يبثها المدرب التونسي بشأن منتخب "الفدائي" كما تجري العادة لتسميته في الأراضي الفلسطينية والمستوحى من الأوضاع المأساوية التي يمر بها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية بسبب الصراع مع إسرائيل، فإن الصعوبات والتحديات للفريق قبيل التوصل إلى التشكيل النهائي الذي سيمثل فلسطين تضاعفت بسبب الأوضاع الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وتقول ديما يوسف، الناطقة الإعلامية باسم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم "لم يكن من السهل علينا تجميع فريق الفدائي خاصة وأن بعض اللاعبين من القدس والذين يخشون على ذويهم من المشاركة بسبب ملاحقة الأجهزة الامنية الاسرائيلية في ظل تصاعد التوتر الأمني هناك فيما يعيش عدد آخر في بلدان خارجية في المهجر حيث ان بعضهم لديه ارتباطات مهنية واجتماعية لذلك استغرقنا وقتا طويلا قبيل تحقيق هدفنا".
وتضيف يوسف "هذه الأوضاع غير المستقرة، قد تؤثر سلبا على الأوضاع النفسية للاعبين لا سيما أولئك الذين لديهم عائلات او أقارب او جيران في قطاع غزة والذين يعيشون أوضاعا مأساوية لا يمكن تصورها أبدا".
وما يزيد الأمر سوءا، تشرح يوسف بأن "تعليق النشاط الرياضي في الأراضي الفلسطينية أوجد عدة مشاكل تتعلق بالمهارات واللياقة البدنية والجسدية وعدم الجاهزية بشكل كبير، بالإضافة إلى مشاكل فنية وتكتيكية".
ومع ذلك، تتابع يوسف، "نراهن على لاعبينا ومهاراتهم الفردية ومواهبهم وأنهم سيكونون قادرين على استحضار عزيمتهم وإصرارهم على تحقيق الاهداف المرجوة من أجل رفع علم فلسطين في المحافل الدولية وكذلك الإثبات للعالم بأن اللاعب الفلسطيني قادر على تحدي كافة ظروفه الصعبة وأن يكون متواجدا في كل مكان على الرغم من كل محاولات إسرائيل لإقصاء الفلسطينيين".
وسيواجه الفريق الفلسطيني فريقا عنيدا وصلبا في اول مباراة له في هذه التصفيات تلقى تدريبا واسعا ومؤهلا.
وتقول يوسف لا شك أن "المباراة الأولى أمام منتخب كوريا ستكون صعبة للغاية خاصة أن فريقنا سيلعب على أرضه وبين جماهيره، كما أنه يعتبر من بين أفضل المنتخبات في القارة الآسيوية ويمتلك لاعبين على مستوى عال ويلعبون في أهم الأندية العالمية".
ويجدر الإشارة إلى أن "الفدائي" حمل نتائج سلبية في مشواره التاريخي في لقاءاته السابقة أمام منتخبات شرق آسيا في ملاعبها، حيث واجه منتخبات الصين، وفيتنام، واندونيسيا، في ثمانية لقاءات رسمية وودية، كانت حصيلته فيها انتصارا وحيداً، وثلاثة تعادلات، وخمس هزائم. بحسب يوسف
واضافت " قد تكون الأوضاع التي نمر بها صعبة، ولكن في المقابل نؤمن اننا سنبذل كل جهدنا لتحقيق نتائج قوية ولن نلين ولن نستكين أمام كل هذه العوائق".
وشددت "سيسعى المنتخب الفلسطيني لتحقيق نتيجة إيجابية، خاصة أن مشوار هذا الدور من التصفيات طويل وبالتالي ستكون كل مباراة ونقطة مهمة في غاية الأهمية بالنسبة للمنتخب الفلسطيني.
ويقول دبوب "سنعمل على خطة توازن ما بين الهجوم والدفاع وهو ما سيمكننا من الحفاظ على شباكنا نظيفة قدر الامكان وكذلك اقتناص فرص لتسجيل الأهداف في لقائي كوريا الجنوبية والأردن".
يذكر أن المجموعة تضم أيضا منتخبات الكويت والعراق وعمان بخلاف الأردن وكوريا الجنوبية.