خالد بيومي يكتب : الوايت نايتس وشحاتة
صعب ومستحيل ما يحدث مع أحد نجوم مصر سواء كان لاعبا أو مدربا. قرأت أمس خبر منع المدير الفنى لنادى الزمالك من دخول النادى. نتفق أو نختلف ولكنه حسن شحاتة الابن المخلص لميت عقبة، أعتقد أن الأمر أصبح خطيرا جدا، ولا أتصور أن يصل إلى هذه الحدة بين جمهور عاشق لناديه ومدرب وفىّ، وابن من أبناء المدرسة البيضاء.
الوضع أشبه باللغم، والعلاقة أصبحت مستحيلة. الكل فى المجلس الموقر ودن من طين والأخرى من عجين. عاوزين الدنيا تولع بين الجمهور والمعلم ولأسباب نعلمها جميعا.. مجلس إدارة يوجد فيه كم هائل من الكوادر الإدارية ولاعبى كرة القدم، والكل ما زال يتفرج وينتظر ويشاهد من بعيد من الأقوى فى البقاء.
الجمهور الذى ملَّ وتعب وأرهق وانتابته حالة من الهيستريا من الهزائم المتتالية للفريق فى دورى أبطال إفريقيا، وعدم الثقة فى أى شخص موجود داخل أروقة النادى، بداية من المجلس ونهاية بالمدير الفنى وجهازه المعاون. ومجموعة من اللاعبين لا تدرك يعنى إيه جمهور عاشق ومتيّم ومريض بحب النادى الأعرق إفريقيا وعربيا ومصريا.
والمعلم حسن شحاتة الذى صنع التاريخ التدريبى خارج النادى، وهنا أتذكر عندما تولى المعلم الإدارة الفنية لنادى الزمالك خلفا لحسام حسن. كنت موجودا فى أحد الاستوديهات مع كريم حسن شحاتة، وأنا أعلم جيدا مدى علاقته بجمهور الزمالك وهى كل الحب والاحترام.
لأننى أعلم أنهم أوفى جمهور فى مصر.. قام كريم بسؤالى عن تعيين الكابتن حسن مديرا فنيا للنادى الأبيض وجاء ردى مفاجئا لكريم شخصيا أن الكابتن حسن أضاع تاريخه التدريبى مع المنتخب المصرى واعتلاءه المركز العاشر بين أفضل مدربى العالم، وهذا ليس تقليلا من نادى الزمالك، ولكن لأن الساحة مختلفة والأدوات التى يمتلكها المعلم مع المنتخب تختلف تماما، والدليل على كلامى ارجعوا إلى قائمة المنتخب فى الست سنوات التى قضاها تدريبيا وكم من لاعبى الزمالك تم استخدامهم، ولهذا من الصعب أن نقارن بين المرحلتين. الأولى كان يلعب مع مجموعة تلعب للفوز وغير الفوز. لعيبة تعودت على إسعاد جماهيرها والأخيرة لا مبالاة، وهذا موجود فى لاعبى الزماك مؤخرا، ودليلى الآخر وبالعودة إلى كم المدربين الذين تولوا الإدارة الفنية للفريق فى آخر ثمانى سنوات الكثير من الأسماء. المشكلة ليست فى الجمهور العظيم، لأنه فعلا عاشق كما الأم التى تعشق من دون رياء ومن دون مقابل. جمهور موجود فى كل مكان وزمان.. أناس أوفياء هم الأخلص فى هذا الصرح العظيم، وكم أخشى عليهم من أشياء كثيرة قد تصيب النبلاء والأوفياء لجيل لا يستحق الوفاء ولا التكريم، ولكن هذا لا يعطى الحق للوايت نايتس أن يمنع أحد أبنائه من دخول النادى.
لا يحق لهم منع موظف من تأدية عمله. أرجو منكم الحوار ولصالح الفريق والنادى. أرجو منكم التريث فى التعامل وأنتم دائما كنتم مثالا للاحترام والحب والعشق. دعونى أقول لكم ما لم يستطع أى من مجلس إدارتكم قوله: حسن شحاتة يعشق النادى مثلكم، ومن أكثر لاعبى جيله حبا لفريقه.
من أكثر الأشخاص الذين يذوبون حبا فى القلعة البيضاء. أرجو منكم مراجعة النفس فى مشوار المعلم لاعبا ومدربا. إنه فعلا الابن الوفى للنادى فى وقت تخلى عنه كل الإخوة المدربين أولاد النادى.. أعزائى الوايت نايتس كنتم خير الشباب فى ثورة يناير.. أتمنى منكم الانتظار.. المشوار طويل والزمالك لديه فرصة لكنها تحتاج إلى الهدوء الشديد. ويحتاج إلى دعمكم لأنه من غيركم ولا حاجة.. بس كونوا أقوياء مع اللاعبين.. لأنهم سبب المشكلات والتقاعس.. ربنا يكون فى عونكم مع لعبيتكم.
المصدر: صحيفة التحرير