حسن المستكاوي يكتب: افرح يا زمالك
يفرح الإنسان الطبيعى لفرحة الناس، وقد كانت فرحة جماهير الزمالك عارمة بعد الفوز بكأس مصر عن جدارة وبثلاثة أهداف هزت شباك فريق وادى دجلة الشاب الذى يكفيه فخرا وصوله للنهائى والمشاركة فى الكونفيدرالية.. لكن فى فوز الزمالك ما يعود على الكرة المصرية وعلى الشارع المصرى أيضا. فالفريق له مكانته وتأثيره على اللعبة. وجماهيره عريضة وتشكل جزءا من الرأى العام. وقد أشاع إحراز الزمالك للقب أول منذ خمس سنوات عجاف، بعض البهجة والأمل فى أوساط كرة القدم. وحين تشتد المنافسة بين فريقين بالتاريخ وبالجغرافيا أو بالسياسة والظروف الاجتماعية تولد الدربيات الكبرى فى البلاد، وتكون مبارياتها مناسبات موسمية تستحق الاحتفال.. وعودة الزمالك للبطولات تفتح الطريق أمام عودة أكبر وأهم وأقوى دربى فى العالم العربى والشرق الأوسط بين الأهلى وبين الزمالك.
لعب حلمى طولان هذه المباراة وهو يدرك ما ينتظره من حساب عسير لو خسر المواجهة.. فكان حذرا قليلا فى تشكيله وهو ما ظهر فى البدء بنور السيد فى الوسط. كما بدا الفريق حذرا فى المغامرة الهجومية حتى بعد تقدمه بهدف مبكر فى الدقيقة 14. وقد أثبت أحمد جعفر، ما سبق وأكدناه مرات، وهو أنه لاعب منطقة جزاء. قوته داخلها. وهو يفقد تلك القوة خارجها، كما كان يخسرها شمشون حين يقص شعر رأسه، وفى هذا الإطار يتوج جعفر ملكا لتلك المنطقة بلا منازع فى الوقت الراهن، فلا تغادرها يا جعفر لكن تذكر أن الملك لا يدوم إذا لعب الملك لنفسه وليس من أجل المجموع.. مبروك الكأس يا زمالك، وتحية خاصة لجماهيرك على الروح الرياضية، وعليها أن تفرح كما تريد و«تزغرد» كمان.. الناس كلها نفسها تفرح.
تغيرت كرة القدم بفعل التليفزيون وحقوق البث. أصبحت الأندية أغنى. والحقوق حقلا للصراع بين الشركات العملاقة. وبعد 21 عاما من السيطرة على بث مباريات البريميير ليج وبعض مباريات البطولات الأوروبية خسرت سكاى السباق على بث مباريات دورى أبطال أوروبا والدورى الأوروبى أمام شركة الاتصالات البريطانية.. التى دفعت 897 مليون جنيه إسترلينى (حوالى 10 مليارات جنيه مصرى) لمدة ثلاثة مواسم تبدأ عام 2015.. وهى إشارة إلى أن كرة القدم دخلت عصرا جديدا بزواجها بالاتصالات.. فقد بدأت شركات مثل جوجل، وآبل، وأمازون تدخل بقوة إلى عالم اللعبة باعتبارها قاعدة انطلاق للجيل القادم من مواقع التواصل الاجتماعى.
هذا هو العالم الذى يسابق الزمن ويبيع ما يملكه بعد عامين، بينما نحن نبحث منذ عام 2007 كيف نبيع حقوق البث العام القادمة ونفعل ذلك كل سنة ونتهته فى عمليات البيع؟ ونتساءل كيف نوزع التورتة المحشوة بالمسامير وبشارة البث؟ وكيف نساوى بين الجميع.. انطلاقا من قاعدة أن الجميع أبطال والجميع لهم نفس الشعبية، والجميع له نفس الحقوق فيضيع كل حق.
المصدر: الشروق