الزمالك «تاه» فى الأرض الطيبة .. وفيريرا التزم «الصمت التهديفى»

تفوق اصحاب الارض دفاعيا وحجموا قدرات نجوم الابيض الذين غابوا تماما عن المشهد, ولم يقدم أى منهم شيئا ملموسا طوال تسعين دقيقة بخلاف الوقت الضائع, كما اخفق فيريرا فى التعامل مع معطيات المباراة, ويبدو أن تفكيره يدور حول العقد المطروح من أحد أندية الامارات للتعاقد معه.

لم يشهد الشوط الاول الشكل الهجومى المتوقع من الزمالك , فعلى الرغم من السيطرة التامة لابناء الزى الابيض فإن الفاعلية لم تكن مؤثرة فى الكثير من الاحيان, بسبب التسرع والاستعجال من اللاعبين امام منطقة المرمى, بالاضافة الى الدفاع المنظم من اصحاب الارض, الذى لجأ الى بعض المحاولات على استحياء عن طريق الهجمات المرتدة ولكنها لم تكن مفيدة فى الكثير من الاحيان. البداية الحقيقية لخطورة حامل اللقب بدأت فى الدقيقة العاشرة عن طريق الثلاثى عمر جابر وباسم مرسى وكهربا الذى سدد الكرة فوق المرمى, ثم استمر الضغط الابيض ليسفر عن حصول السيد الشعراوى على بطاقة صفراء لتعمد عرقلة المدافع محمد عادل جمعة .. ثم انقذ نفس اللاعب كرة خطيرة من تمريرة عمر جابر.

استمرت وتيرة أحداث الشوط على هذا المنوال, وظلت مشكلة اللمسة الأخيرة من المهاجمين بالاضافة الى ان الساتر الدفاع لابناء الارض الطيبة الذى ظل متماسكا من خلال الشبراوى وفؤاد سلامة وحمادة السيد وابراهيم القاضى ومن خلفهم الحارس محمود رضا الذى تصدى بنجاح لاى محاولة لهز شباكه.

ظهرت الخطورة خلال ثلث الساعة الاخير من الشوط على فترات عن طريق محمد ابراهيم الذى حاول كثيرا, بينما ظهر احمد الشناوى فى الكادر فى اخر ثمانى دقائق عندما تصدى لتسديدة اسامة مرعى, لتستمر صحيفة كل فريق بيضاء خلال هذا الشوط.

تغيير ونشاط

تغير شكل الزمالك فى بداية الشوط الثانى لاسيما بعد الحبة المنشطة التى القى بها المدير الفنى البرتغالى فيريرا متمثلة فى مصطفى فتحى بدلا من محمد ابراهيم , فقد انعش الاول الناحية اليسرى وأعاد الحياة الى اوصال الهجوم تدريجيا, ويكثف حامل اللقب الضغط على اصحاب الزى الازرق , ويتألق الحارس محمود رضا منقذا تسديدة صاروخية من معروف يوسف فى الدقيقة العاشرة.

استرد اسوان توازنه وامتلك منطقة المناورات من خلال تمريرات فى الوسط دون خطوة حقيقية على الشناوى , ويدفع فيريرا بورقة هجومية اخرى متمثلة فى محمد سالم بدلا من ايمن حفنى الحاضر الغائب فى اللقاء .. ولكن ظلت المشكلة فى عدم التركيز فى المنطقة الخطرة لاسيما مع مرور الوقت وهاجس التعادل يطارد حامل اللقب.

يحاول عماد النحاس المدير الفنى لاسوان تعزيز خط وسطه بالدفع بمحمد الفيومى بدلا من محمد فوزى المصاب , واحتفظ الفريق بنفس الطريقة الدفاعية سواء من خلال اغلاق منطقة المرمى , او الضغط على لاعبى الزمالك من وسط الملعب .. ولم يقدم فيريرا ورفاقه فى الجهاز الفنى الحلول للخروج من هذا المأزق .. ولم يجد امامه سوى القاء ورقته الاخيرة باشراك ابراهيم عبد الخالق بدلا من محمد عادل جمعة لزيادة الكثافة الهجومية , بعد أن اطمـأن على غياب الانياب التهديفية للمنافس.

هدف ضائع

وسط حالة الاطمئنان لابناء الزى الابيض من اسوان, يفاجئ شكر نجيب الجميع بتسديدة قوية يتصدى لها الشناوى باقتدار فى الدقيقة 28 .. ويتكرر سقوط اصحاب الارض لسبب او آخر لاهدار الوقت أملا فى الحفاظ على النتيجة , ويكشف الحظ عن وجهه لحامل اللقب من ضياع هدف مؤكد من عمر جابر الذى طالب بركلة جزاء, ولكن الحكم لم يحتسب شيئا, ثم يهدر باسم مرسى فرصة اخرى فى نفس الدقيقة ليبدأ شعور بالتشاؤم يتسرب بين كل من يهتم بالزمالك.

يكثف الزمالك من ضغطه خلال الدقائق العشر الاخيرة, ولكن باندفاع ودون عقل .. وكانت الخطورة تظهر مع كل كرة تصل لمعروف يوسف الذى بذل مجهودا كبيرا فى هذه الفترة الحرجة من اللقاء سواء دفاعا او هجوما.. ويحتسب الحكم خمس دقائق وقتا بدل ضائع.. الا ان كهربا وباسم مرسى تخلفا عن المشهد تماما قى اللحظات الهجومية المهمة, لينتهى اللقاء بالتعادل السلبى الذى رسم فرحة عارمة فى الارض الطيبة وعلامة استفهام جديدة حول قدرات البرتغالى فيريرا.