الجمهورية: الزمالك تحدي الأزمات ليتأهل للمجموعات .. جنش سر العبور رغم فوز النسور

20 مارس 2017 الساعة 11:35 صباحا

رغم الهزيمة التي مني بها الزمالك أمس من رينجرز النيجيري بهدف مقابل هدفين في إياب دور الـ 32 لبطولة دوري أبطال افريقيا لكرة القدم.. إلا أن الأبيض نجح في انتزاع بطاقة العبور لدور الـ 16 "مرحلة المجموعات" بسهولة معتمدا علي نتيجة مباراة الذهاب التي حسمها أبناء القلعة البيضاء لصالحهم بأربعة أهداف لهدف.
وتحدي الزمالك العديد من العراقيل التي وقفت أمامه المتمثلة في سوء أرضية الملعب وكذلك خوض محمود جنش اللقاء رغم اصابته ونجاحه في التصدي لأكثر من هجمة خطيرة بالاضافة إلي عاملي الأرض والجمهور وكذلك الأخطاء التحكيمية في بعض فترات اللقاء والتي لم تكن في صالح الأبيض.
لكن ما عاب الزمالك في اللقاء هو السقوط في بعض الأخطاء الدفاعية والذي سيكون بحاجة إلي ترميم في الفترة المقبلة إذا كانت لدي الجهاز الفني رغبة في الاستمرار في المنافسة بتلك البطولة القارية.
الشوط الأول
جاءت بداية الشوط الأول فقيرة في المستوي الفني من جانب لاعبي الزمالك باستثناء أول خمس دقائق من بداية اللقاء حيث بدا واضحاً ميل أداء الأبيض للتأمين الدفاعي مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة.
وأجري محمد حلمي المدير الفني للزمالك بعض التغييرات المتمثلة في الدفع بأحمد فتوح منذ بداية اللقاء بجانب الثلاثي علي جبر وإسلام جمال وأسامة إبراهيم.. وأحمد توفيق وطارق حامد والنيجيري معروف يوسف في وسط الملعب.
ودفع حلمي بحسام باولو من البداية بدلاً من باسم مرسي كمهاجم صريح ومن تحته الثنائي ستانلي ومحمد إبراهيم كصانعي ألعاب.. ولكن الخطورة الحقيقية في بناء الهجمات من جانب ستانلي الذي كان مصدر إزعاج لأصحاب الأرض والجمهور معتمداً علي مهاراته وتحركاته الفردية.
تلاها مباشرة تسديدة صاروخية لمعروف يوسف نجح الحارس ايتودو في التصدي لها رافضاً دخول هدف في مرماه.
وبعد مرور أول خمس دقائق من البداية.. تراجع الأبيض للوراء بشكل غريب حيث جاءت السيطرة الهجومية من جانب بي كليمينت ونتاماني شينجوا وكانت غالبية الهجمات في الجبهة اليسري عن طريق دانيال أيتور.
والغريب أن الفاعلية الهجومية للأبيض قد غابت حيث مال الأداء للدفاع بشكل مكثف فلم يكن أمام مهاجمي رينجرز سوي التصويب من خارج منطقة الجزاء هذا بالاضافة إلي تألق الحارس محمود جنش.
وظهر جنش في أكثر من مناسبة حيث تصدي للعديد من التسديدات وأفسد العديد من الهجمات النيجيرية حيث وقع الحكم في خطأ واضح عندما اصطدمت الكرة برأس إسلام جمال وليست في يده الا ان الحكم احتسبها ضربة حرة مباشرة تصدي لها جنش بأطراف أصابعه لخارج المرمي.
وبعد تلك الفرصة.. مرر ايتور مصدر الخطورة والازعاج للأبيض كرة عرضية انقض عليها تيبي توب أولسيس برأسه لتمر إلي خارج المرمي وسط ذهول من الجماهير النيجيرية.
وقبل نهاية الشوط بدقائق.. تمكن رينجرز من تسجيل هدف التقدم عندما مرر بوبي كليمينت كرة رأسية خدعت الدفاع الأبيض لتجد توب أولسيس داخل منطقة الجزاء لم يجد صعوبة في إيداعها الشباك لينتهي الشوط الأول بتقدم الفريق النيجيري بهدف دون رد.
وفي مجمل الشوط الأول.. نجد أن الزمالك أحكم السيطرة علي أول خمس دقائق وهدد مرمي رينجرز في مناسبتين فقط.. لكن بعدها تراجع الأبيض للوراء للتأمين الدفاعي مع الاعتماد علي المرتدات السريعة.
كما ظهر واضحاً حالة عدم التركيز دفاعياً حيث اعتمد أحمد فتوح علي تشتيت الكرات إلي خارج المرمي هذا بالاضافة إلي عدم الدقة في إنهاء الهجمات وكذلك تعصب ونرفزة لاعبي الأبيض دون مبرر رغم أن مباراة الذهاب انتهت للزمالك بأربعة أهداف لهدف.
وفي النهاية.. استغل رينجرز حالة الارتباك والعصبية الزائدة وأحرزوا هدفاً في نهاية الشوط الأول لتنتعش آمالهم في شوط المبارة الثاني.
الشوط الثاني
أحكم لاعبو رينجرز سيطرتهم علي بداية الشوط الثاني حيث كثفوا من هجماتهم في رحلة بحث عن هدف ثان.. قابله انكماش دفاعي واضح للزمالك وحالة من عدم التركيز.
وتألق محمود جنش في أكثر من مناسبة رغم خوضه اللقاء وهو مصاب ليتحدي نفسه ونجح في إنقاذ الابيض من فرصة تسجيل هدف آخر حيث تصدي لتسديدة جودوين الذي انفرد به سددها قوية الا ان جنش كان لها بالمرصاد.. تلاها تصويبة أخري تصدي لها لتصطدم بالعارضة ومنها إلي خارج المرمي.
وأجري حلمي أول تغييراته بنزول أيمن حفني بدلاًمن حسام باولو الذي لم يظهر في الكادر.. تلاها الدفع بباسم مرسي بدلاً من محمد إبراهيم في محاولة لتنشيط الناحية الهجومية.
وبالفعل.. تغير الأداء الابيض تدريجياً ونشط أداء لاعبيه حيث تم الاعتماد بشكل كبير علي مهارات وامكانيات ايمن حفني والذي كان مصدر ازعاج للدفاع النيجيري.
وارتبك الدفاع النيجيري بفضل الثنائي حفني ومرسي الا ان الأزمة الفعلية كانت في ترجمة الفرص إلي أهداف فعلية بعدما تم احكام الرقابة اللصيقة علي ستانلي ليفقد الخطورة التي كان عليها في شوط المباراة الأول.
وفي ظل الضغط المكثف من جانب رينجرز.. تعقدت المهمة علي الفريق النيجيري في الدقيقة 71 عندما مرر حفني عرضية نموذجية داخل منطقة الجزاء لتجد باسم مرسي الذي سدد أرضية زاحفة سكنت الشباك مسجلاً التعادل.
وبعد التعادل.. ارتبك لاعبو رينجرز وغابت الفاعلية الهجومية من جانبهم لتظهر التمريرات العشوائية من جانبهم.. كما افتقد لاعبوه للترابط والتقارب فيما بينهم ليحاول الزمالك استغلال الفرصة ومجاراة المنافس. وتم تضييق الخناق علي الفريق النيجيري.
وفي الدقيقة 87 احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء صحيحة عندما تعمد طارق حامد الخشونة المتعمدة مع أحد لاعبي رينجرز نفذها جودوين في الشباك مسجلاً الهدف الثاني.
وبعدها رفض ستانلي القضاء علي الأحلام النيجيرية في تسجيل التعادل عندما مرر مرسي كرة أرضية علي طبق من ذهب إلي ستانلي سددها ضعيفة تصدي لها الحارس.
واستمرت الاخطاء التحكيمية عندما تغاضي حكم اللقاء عن احتساب ضربة جزاء صحيحة للزمالك عندما تعرض ستانلي للعرقلة داخل منطقة الجزاء بل وأشهر له البطاقة الصفراء بحجة التمثيل.. ومرت الدقائق المتبقية من اللقاء بسلام علي لاعبي الزمالك لتنتهي المباراة بهزيمته بهدف مقابل هدفين.
واجمالا.. نجد ان الفريق النيجيري حسم السيطرة الكاملة علي شوط المباراة الثاني كما ان محمود جنش حارس مرمي الزمالك كان مصدر الأمل والتفاؤل للابيض بالدفاع عن مرماه ببسالة رافضاً دخول أي أهداف.
كما ان التغييرات التي أجراها حلمي بنزول الثنائي حفني ومرسي كان لها مفعول السحر في تغيير دفة المباراة لصالح الزمالك إلي ان تمكن الأخير من تسجيل التعادل.. ليرتبك رينجرز في الدقائق الأخيرة من اللقاء واحتسب ضربة جزاء للفريق النيجيري في آخر دقيقة نفذها جودوين في الشباك مسجلاً الثاني.
وأحكم لاعبو الأبيض في الدقائق الأخيرة من اللقاء للعبور بها إلي بر الأمان وهو ما تحقق بالفعل.. لكن لابد من التأكيد علي أن القادم صعب علي الزمالك ويجب علي حلمي إعادة ترتيب الأوراق الدفاعية من جديد بعد المستوي المتواضع الذي ظهروا عليه في لقاء أمس.