جروس فى الميزان بقلم طارق الادور
18 فبراير 2019 الساعة 8:27 مساء
اختلفت جدا علامات تقييم المدير الفني للزمالك السويسري كريستيان جروس بين المؤيدين لسياسته التدريبية والمعارضين . وغالبا ما ارتبط هذا التقييم سلبا وإيجابا بالنتائج فقط دون نظرة عميقة في تقييم المدير الفني في العناصر الأساسية للتقييم وهي الإستراتيجية التدريبية والإعداد البدني وطريقة اللعب وخطة المباراة وسياسة تدوير اللاعبين وقراءة المباريات والتغييرات خلال المباراة.وفي كل الأحوال لا أتفق تماما مع الأصوات المطالبة برحيل جروس أيا كانت النتائج والظروف المحيطة بالفريق. رغم أن لديه بعض القصور في العناصر سالفة الذكر. لأن الاستقرار الفني يعتبر من أهم عناصر تفوق الزمالك فنيا هذا الموسم علي كل منافسيه بجانب عنصر تفوق اللاعبين أنفسهم فنيا. وأشير هنا إلي ابتعاد الزمالك علي مدي السنوات الثلاث الماضية عن المنافسة الحقيقية علي الدوري بسبب التغييرات المستمرة في الأجهزة الفنية وعدم الاستقرار.وأعود الي تقييم جروس فنيا في العناصر السابقة والتي يتم بها تقييم أي مدرب. حتي يكون حكمنا صحيحاً في هذا التقييم وأولها الإعداد البدني التي يعتبر مسئولا عنه بحكم توليه المهمة قبل إنطلاق الموسم بأكثر من شهر وبالتالي فقد قاد الفريق في فترة إعداد كاملة لم يكن يفتقد خلالها سوي للاعب واحد هو طارق حامد الذي كان الوحيد المرتبط أساسيا بالمنتخب الوطني في كأس العالم.وقد يقول البعض إن الإعداد وبخاصة الجانب البدني منه هو من اختصاص مدرب الأحمال. وهو مفهوم خاطئ لأن المدير الفني في كل الفرق الأوروبية يكون مسئولا عن الفريق بالكامل. ويعمل الجميع بمن فيهم مخطط الأحمال من خلال إستراتيجيته. وفي هذا البند يمكن التأكيد علي أن جروس قام بعمل جيد في هذا الإعداد الفني والبدني والذي يتأكد من خلال ارتفاع مستوي كل اللاعبين تدريجيا من مباراة لأخري وكذلك حالة الانسجام التي تطورت يوما بعد يوم. وعدم وجود إصابات كثرة مما يؤكد الحالة البدنية الجيدة.بالنسبة لعنصر الإستراتيجية التدربيبة فهي تعتمد علي ارتباطات الفريق علي مدي الموسم بالكامل حيث يتوجب علي المدير الفني أن يصل بالفريق الي قمة الفورمة الفنية في اللحظات الحرجة للمسابقات بمعني أن المدير الفني يعتبر مسئولا عن وصول الفريق للقمة في لحظات حسم البطولات وهو أمر يحصل فيه علي درجة متوسطة لأن مستويات بعض اللاعبين تراجعت مع كثافة المباريات بعد المشاركة في الكونفيدرالية الأفريقية.أما عن طريقة اللعب فقد استقر جروس من بداية الموسم علي طريقة 4-2-3-1 التي تتوافق مع نوعية اللاعبين المتواجدين حاليا بحكم وفرة اللاعبين الذين يلعبون في مركز المهاجم المتأخر "10 لاعبين" وبالتالي رأها أنسب من 4-3-3 التي لعب بها مدير فني سابق هو فيريرا وقاد الفريق بها وقتها للفوز بالدوري والكأس.وأري أن جروس كان موفقا في تلك الطريقة عدا بعض نواحي القصور الدفاعي وبخاصة علي أطراف الملعب التي استغلها المنافسون في الهجوم المرتد علي الزمالك. ويحصل جروس في هذا البند علي درجة جيد.أما عن سياسة تدوير اللاعبين فهي تعتبر من أبرز نقاط ضعف جروس لأنه لم يضع اعتبارا لهذا البند ومال إلي قاعدة تثبيت التشكيل بشكل أصبح رجل الشارع العادي يستطيع معه وضع تشكيل الزمالك بالكامل دون أخطاء. ولكن نسي جروس أن أسلوب ثبات التشكيل أتي ثماره عندما كان الزمالك يلعب في الدوري فقط بمواعيد مباريات متباعدة. ولكن وضح أثره السلبي عندما أصبح الزمالك يلعب في الكونفيدرالية الأفريقية مع الدوري بمواعيد متقاربة فبدأ يفقد النسق الفني للاعبين.وفي بند قراءة المباريات يحصل جروس علي درجة ضعيف لأنه بكل أمانة يكون دائما متأخرا في التفكير في رأب أي صدع يصاب به الفريق خلال المباراة مثلما حدث دفاعيا في مباراة جور ماهيا الكيني. وكذلك فإن تغييرات جروس تأتي دائما متأخرة جدا وبعد فوات الآوان.هذا هو التقييم الفني الدقيق لجروس دون تزييف ولكني أبقي علي موقفي بضرورة الإبقاء عليه حفاظا علي الاستقرار. وإلا سيحدث ما سترونه قريبا!!!!!!!!!!.بقلم الدكتور طارق الادور *نقلاً عن الجمهورية المصري