" منسيون " مصر افضل من رامبو
26 مايو 2020 الساعة 6:22 صباحا
بقلم ايهاب شعبان
الإنسان المصري المخلص .. الحس الوطنى لديه عال جدا.. وهو مستعد للتضحية بأى غال ونفيس اذا شعر بأن ذلك سيكون له مردود ايجابي يفيد وطنه.. فحبه لبلده وغيرته عليها بلا حدود .. سهل قوى يقشعر بدنه وتنزل دموعه وهو يسمع نشيد بلاده أو أغنية وطنية فيها كلمات تمس القلوب والعقول .. ولذلك ليس غريبا أن تحظى الأفلام والمسلسلات الوطنية باهتمام غير عادي من كل فئات الشعب المخلص .شخصيا لا أنسي نهاية فيلم " الصعود إلى الهاوية " عندما قال البطل محمود ياسين لبطلة الفيلم مديحة كامل بعد القبض عليها وركوبها الطائرة وظهور الاهرامات والنيل " هى دى مصر يا عبلة" لأجد قاعة السينما تهتز هزا بالتصفيق الحاد نشوة بهذا الانتصار ، وكأن الحدث جرى توا وليس منذ زمن بعيد .وكانت شوارع مصر شبه مهجورة وقت عرض مسلسل " جمعة الشوان" و" ورأفت الهجان" .. ومازالت جملة " نشكركم على حسن تعاونكم معنا طوال الفترة الماضية " ترن فى اذن كل المصريين ، وهى الجملة التى أرسلها ضابط المخابرات المصري للموساد الاسرائيلي فى أول استخدام للجهاز السري التكنولوجي الحديث بعد وصوله إلى مصر مع أحمد الهوان وهو الاسم الحقيقي لجمعة الشوان ..
ومازالت قصة ديفيد شارل سمحون ( رفعت الجمال) فى الذاكرة بعد الاداء الرائع من الساحر محمود عبد العزيز لهذه الشخصية .ومؤخرا شاهدنا فيلم الممر وقد حطم الايرادات تحطيما فى السينما رغم انه غير تجاري ..
وجاء مسلسل " الاختيار " ليجبر كل الأسر والعائلات على انتظار الحلقات بشغف شديد غير معتاد ، ويصير واحد من أفضل الاعمال الوطنية العسكرية لأنه للمرة الأولى كان التكتيك والتكنيك ممتازا فى تصوير أحداث معاركه كانت بالكربون للواقع الحقيقى بشكل يوثق لأحداثه وشخصياته خصوصا البطل الفدائى الاسطورة أحمد منسي .
هذا الاقبال على المشاهدة وهذا الاهتمام الجماهيري وتلك الحفاوة للاعمال الوطنية الفنية يعبر بمالا شك فيه عن أن المصريين يبحثون عن أجمل ما فيهم من مشاعر وأحاسيس ، وعن من يقدم لهم القدوة والمثل الطيب ..
يبحثون عن البطل " hero" الذى يعبر عن أن الانسان المصري يستطيع أن يفعل المعجزات ويبرع فى الأعمال البطولية ، يريدون أن يروا الجانب الايجابي المضئ من شخصية المصري الأصيل بعد أن ملوا وضاقوا ذرعا بتصوير المصريين بأنهم أصحاب مزاج وكيف وصفات سيئة كثيرة ، وأغلب المصريين المخلصين ليسوا كذلك ، ليس كل المصريين من فئة عبده موتة ومن على شاكلته ، وفى الحقيقة هؤلاء هم نتاج بيئة ثقافية متدنية سببها سينما فاسدة وتعليم ناقص مع غياب القدوة .
المصريون فى عهدنا الجديد الحالي فى حاجة إلى تغيير الخطاب الثقافى مع ما تطالب به الدولة من تغيير الخطاب الديني ، مطلوب تقديم مسلسلات وأفلام تنمى الروح الوطنية وتسمو من الأخلاق وتظهر القدوة الحسنة للنشء والشباب ، لدينا شخصيات عظيمة تستحق ان يبرز دورها على أمل أن تؤثر فى النفوس بايجابية .. لدينا قصص وبطولات عظيمة ، ولدينا "منسيون" عظماء فى التاريخ المصري منذ أحمس وتحتمس الثالث ورمسيس وبقية القدماء المصريين العمالقة ، ولدينا إبراهيم باشا بجيشه المصري الذى كاد أن صنع امبراطورية مصرية شاسعة وكان على أبواب الاستانة ( اسطنبول) لولا المؤامرة الأوربية عليه وعلى مصر واجباره على توقيع معاهدة لندن 1840 لمنع مصر من احتلال الدولة العثمانية وتقليص الحدود المصرية لتقف عن مصر والسودان فقط
وكان السلطان العثماني يرتعد خوفا من أن يدخل عليه ابن محمد علي فى أى وقت ليستنجد بملوك أوروبا.ونمتلك سير عظيمة عن ابطال حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر منهم على سبيل المثال لا الحصر .. بطل الصاعقة إبراهيم الرفاعي وهو أسطورة عبقرية وعبد العاطي صائد الدبابات وعبد العزيز قابيل بطل موقعة الثغرة فى حرب اكتوبر والشهيدأحمد حمدي والشهيد أحمد بدوي والشهيد عبد المنعم رياض ونبيل شكري ، ولدينا العديد من ابطالنا الذين يحاربون الارهاب حاليا فى سيناء ، وحتى على المستوى المدنى لدينا مشرفة وسميرة موسي ومجدي يعقوب ومحمد غنيم واحمد زويل والقائمة تطول فى هذا المجال .
غمصر مليئة بالاساطير والبواسل .. لديها الكثير جدا من الأبطال ال "hero" .. رامبو ولا حاجة جنبهم !