زلزالان في 24 ساعة يثيران الخوف والقلق في مصر
30 مارس 2024 الساعة 11:30 صباحا
أثار وقوع زلزالين في غضون 24 ساعة بمصر مخاوف بشأن تكرار الهزات الأرضية خلال الأيام المقبلة، حيث ضرب زلزال بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر شمال مرسى مطروح، الجمعة، في أعقاب هزة أرضية شعر بها بعض السكان، الخميس، في منطقة المعصرة بحلوان جنوب العاصمة القاهرة. ووقع الزلزالان عقب تحذير خبراء الأرصاد الجوية بمصر، من تقلبات في حالة الطقس، تزامناً مع فصل الربيع الذي يتسم بذلك، كما عادت الأمطار إلى التساقط، فجر الجمعة، على بعض المناطق بمصر.وأفاد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، بأن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل والتابعة للمعهد سجلت، الجمعة، في الساعة الـ9 و12 دقيقة و47 ثانية صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، هزة أرضية بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر. وأضاف المعهد في بيان نشرته وسائل إعلام مصرية، أن «الهزة وقعت على بُعد 855 كيلومتراً شمال مرسى مطروح، وتقع جنوب اليونان».وقال القائم بأعمال رئيس المعهد، الدكتور طه رابح، إنه ورد للمعهد ما يفيد بالشعور بالهزة، ولم يحدث أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، مشيراً إلى أن الهزة وقعت على خط عرض 37.40 درجة شمالاً وخط طول 21.50 درجة شرقاً وعلى عمق 25 كم.وكان سكان في منطقة المعصرة قد شعروا بهزة أرضية خفيفة، الخميس، وبحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية، فقد أفاد بعض السكان بـ«وقوع الهزة»؛ لكن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، نفى تسجيل الشبكة القومية للزلازل، أي هزة أرضية، الخميس، وأوضح المعهد في بيان له أن «سكان المعصرة قد يشعرون بهزات أرضية بسيطة نتيجة وجود مصانع في هذه المنطقة».وأثارت الهزتان مخاوف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، من تعرض البلاد لزلازل أخرى خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل تحذير خبراء الأرصاد الجوية، مساء الخميس والجمعة، من تقلبات في حالة الطقس بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة على عدة مناطق فجر الجمعة.وقال حساب باسم «حمدي» على «فيسبوك»: «أمطار بالليل وزلزال الصبح، ربنا يستر خلال الأيام المقبلة»، فيما عبر حساب باسم «يمنى» على «فيسبوك» عن المخاوف المقبلة، بالقول «أمطار ورعد وبرق وزلزال، الناس خايفة تخرج من بيوتها». وذكر حساب باسم «دودو» على «إكس»، الجمعة، «الحمد لله عدى الزلزال على خير». وأشار حساب باسم «وادي» على «إكس»، الجمعة، إلى «شعور سكان الإسكندرية، ومدن ليبية، بزلزال الجمعة في اليونان».رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، أستاذ ديناميكا الأرض، الدكتور صلاح محمود، قال إن مخاوف المصريين مشروعة وتأتي في إطار ما يسمى «رهاب الزلازل»، وهو الخوف المفرط من الزلازل، وربما يكون ذلك بسبب ما حدث أخيراً من خسائر كبيرة نتيجة «زلزال المغرب»، ومن قبله زلزال تركيا.لكنه في المقابل، شدد على ضرورة «وضع الأمور في نصابها من دون تهويل أو تهوين»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الهزة الأرضية التي سُجلت، الجمعة، ليس لها تأثير على الأراضي المصرية، لأن مركزها بعيد للغاية عن مصر، وقريب من الأراضي اليونانية». وأضاف أن الهزة الأرضية الأخيرة في شمال مرسى مطروح تأتي ضمن سلسلة الهزات الطبيعية التي تشهدها منطقة «القوس الهيليني»، التي تمتد من غرب تركيا مروراً بقبرص واليونان حتى نهاية إيطاليا، وتمتد غرباً حتى الجزائر والمغرب. رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الأسبق، أوضح في السياق، أن هناك العديد من الصدوع الجيولوجية النشطة في هذه المنطقة، التي تُعد خطوط ضعف في قشرة الأرض، ما يجعلها أكثر عرضة للزلازل، كما أن تلك المنطقة تقع أيضاً على حدود الصفيحتين الأفريقية والأوراسية، ويتصادم بعضهما ببعض بشكل مستمر، وهذا التصادم يمكن أن يؤدي لحدوث زلازل نتيجة لحركة الصفيحتين. ونوه بأن هذه المنطقة المعروفة بحزام زلازل البحر المتوسط يمكن أن تتعرض باستمرار لزلازل متوسطة، لكن تأثيرها يظل محدوداً للغاية على الأراضي المصرية، ولا يتعدى إحساس المواطنين بهزة أرضية بسيطة.