أسامة خليل يكتب : عباس وزمالك أسود من قرن الخروب
4 يوليو 2012 الساعة 11:41 صباحا
إذا كانت كرة القدم تشهد أيامًا سوداء منذ توقف النشاط على خلفية أحداث مذبحة بورسعيد، فإن الزمالك يتميز عن باقى الأندية بأنه يشهد أيامًا أسود من قرن الخروب على يد الرئيس ممدوح عباس، وحتى لا أزيد وأعيد فى وصف الحالة المزرية لإدارة الزمالك على يد هذا الرجل، فإننى سأذكر لكم واقعتين حديثتين تكشفان حجم المأساة الكروية والإدارية والمالية التى يعيشها نادى الزمالك.
الأولى: كما تعلمون جميعًا، فإن الكابتن حسن شحاتة اتخذ قراره الصائب باستبعاد شيكابالا من الفريق بعد تهوره الأخلاقى ومحاولة الاعتداء على مدربه فى مباراة العودة أمام المغرب الفاسى فى البطولة الإفريقية، قبل ما يقل عن شهرين بأيام قرر مجلس الإدارة بعد شد وجذب وخناق عرض اللاعب للبيع أو الإعارة، ومن وقتها ولم يستطع النادى أو وكيل أعمال اللاعب إيجاد عرض خارجى أو حتى داخلى يستحق النظر إليه أو التفاوض بشأنه، مما يشير إلى أن شيكابالا لم يعد الموهبة الفذة التى تستحق أن توضع فى اعتبار الأندية الكبيرة أو الصغيرة، حتى أعلن السيد ممدوح عباس قبل أسبوع أن هناك عرضًا مغريًا من نادى نابولى الإيطالى لاستعارة اللاعب مقابل مليون و٨٠٠ ألف يورو للزمالك (ما يقرب من ١٤ مليون جنيه مصرى) ومليون و٣٠٠ ألف يورو للاعب (ما يقرب من ١٠ ملايين جنيه)، أى أن إجمالى صفقة الإعارة لمدة عام واحد تصل إلى ٢٤ مليون جنيه، وهو مبلغ خيالى وعرض خرافى لا يقع إلا فى اللاعبين الدوليين أو نجوم يورو ٢٠١٢، ولكن لأن ممدوح عباس ما زال يتعامل معنا على طريقة النظام القديم باعتبارنا شعبا أهبل ورأىا عامًّا ساذجا، فقد قام بإشاعة الخبر فى الإعلام ونشره فى الصحف التى لم تفكر ولو للحظة فى استحالة شراء أو استعارة أى نادٍ فى أوروبا لاعبا محليا تاريخه الكروى متذبذب ومشكلاته أكثر من محاسنه بهذا المبلغ، حتى ولو أندية غسيل الأموال الروسية، إلا أن حيلة عباس العبيطة لم تقف عند طرح العرض فى الإعلام، بل عقد مجلس الإدارة بكامل هيئته وحصل منهم على قرار بالموافقة على إعارة شيكابالا للنادى الإيطالى، وبينما كان السذّج من أعضاء المجلس ينتظرون إتمام التعاقد الذى سيثرى خزينة النادى الخاوية، ويمنع الحبس عن رئيس النادى فى إصداره شيكات دون رصيد لشراء لاعبين، فوجئنا بإدارة النادى الإيطالى تعلن أنها لم تعلم شيئًا عن شيكابالا، ولم ترسل عروضا أو حتى أوراقا بيضاء إلى الزمالك، والجريمة الإدارية التى ارتكبها ممدوح عباس ليس لها سوى تفسير من اثنين، الأول أن رئيس الزمالك وقع كفريسة خايبة فى يد سمسار روبابيكيا، أوهمه بالعرض المضروب أو أن ممدوح عباس هو الذى أدار هذه اللعبة، كى يثبت للرأى العام وحسن شحاتة أن شيكابالا لاعب عليه طلب من الأندية الأوروبية وأن بيعه أو إعارته خسارة فنية كبيرة للفريق، مما قد يلين معه حسن شحاتة، ويوافق على المصالحة التى يسعى إليها عباس، ولكنها تصطدم مع كبرياء المعلم.
الثانية: أزمة الزمالك ووكالة «الأهرام»، وهى الأزمة التى سبق وأشرت إلى أن ممدوح عباس يرفض أى حلول للتفاوض، ويصر على حصول النادى على باقى مستحقاته من عقد الرعاية، وهو ما يقرب من ١٠ ملايين جنيه، رغم إلغاء المسابقة وعدم حصول الرعاة على كامل حقوقهم، ومن ثم عدم استكمال العقد، وقد وصل عباس الذى تولى أمر هذه القضية بنفسه إلى درجة إقدامه على إرسال إنذار قضائى على يد محضر، استعدادًا لمقاضاة الوكالة لنفاجأ بعنتر الذى فتح صدره وشهر سيفه ينخ قبل يومين، ويعلن أنه حصل على فتوى من المجلس القومى للرياضة بتمديد عقد الرعاية مع وكالة «الأهرام» لمدة عامين بنفس شروط التعاقد السابقة، وليلحس كل كلامه وتهديداته دون أن يحصل على مليم، بل الأطرف من ذلك هو إصرار الوكالة على استرداد مبلغ ٣ ملايين جنيه حصل عليها الزمالك بزيادة على الحقوق التى قدمها للرعاة فى الموسم الملغَى.
هذا هو ممدوح عباس الذى يدير نادى الزمالك ويجعل أيامه أسود من قرن الخروب
المصدر: صحيفة التحرير