ياسر أيوب يكتب:تليفزيون الخديو عباس
9 مارس 2013 الساعة 11:00 صباحا
توقفت أمام ما قاله الصديق مهيب عبدالهادى.. مدير البرامج الرياضية بقناة الحياة.. وهو يشكو التهديد المستمر من لجنة البث التليفزيونى برئاسة ممدوح عباس لقناة الحياة بعدم منحها شارة بث مباريات دورى الكرة, رغم التزام القناة بكل تعليمات اللجنة وشروطها المالية.. ثم أكمل مهيب عبدالهادى كلامه أو ثورته، كاشفاً أن لجنة البث تخطط لبيع حق بث مباريات الدورى لقناة تليفزيونية واحدة فقط، وأنها باتت تتعامل بأسلوب يميل إلى البلطجة ولى الذراع.. وأنها لجنة من كوكب آخر، أو أننا نحن الذين أصبحنا نعيش فى زمن الخديو عباس.. ولست هنا أعتب على مهيب عبدالهادى أو ألومه..ولا أظن أنه وحده الذى سينتقد لجنة البث ويهاجمها.. وإنما هم مسؤولو كل الشاشات التى اعتادت شراء دورى الكرة وإذاعة مبارياته بإعلاناتها واستوديوهاتها وتحليلاتها.. ألتمس لهم جميعاً العذر.. فمباريات الكرة، فى تصور وحسابات هؤلاء المسؤولين، هى المصدر الوحيد الذى يأتى بالإعلانات والمال.. المصدر الطبيعى والتقليدى والسهل الذى لا تلزمه أى مغامرة ومعاناة أو خيال وابتكار وإبداع.. وبالتالى من حق مسؤولى هذه الشاشات أن يرفضوا تماماً أى محاولة لبيع الدورى المصرى حصرياً لشاشة واحدة فقط.. لأن ذلك، وفق مفهومهم، سيعنى الكساد والخسارة وفقدان نسب المشاهدة.. وألتمس فى الوقت نفسه العذر للجنة البث إن بدأت تفكر فى البيع الحصرى لشاشة واحدة، الذى سيأتى بدخل أكبر كثيراً وجداً من بيع الدورى لست أو سبع شاشات.. فمصر وحدها، دون سائر دول العالم، هى التى تنفرد بظاهرة بيع مسابقاتها الكروية لأكثر من شاشة.. ظاهرة لا تعرفها أى دولة فى العالم ولا فيفا واتحاداته القارية.. وإذا كان من الضرورى بقاء الوضع الحالى فى ظل ظروف سياسية واقتصادية وكروية مضطربة ومرتبكة.. إلا أنها ظاهرة مؤقتة ويجب أن تنتهى قريباً..وبعدها سيأتى بيع الدورى المصرى حصرياً بالكثير جداً من المال الذى تحتاجه أنديتنا واتحاد الكرة أيضاً.. ومعارضة ذلك بدعوى أنه لا يصح أن تنفرد قناة واحدة بالدورى.. يشبه تماماً مفهومنا الحالى بضرورة ألا ينفرد أى حزب أو جماعة سياسية بالسلطة أو ينفرد أى رئيس فى أى مصلحة أو هيئة ومؤسسة بالقرار والإدارة.. صحيح أنه لابد من المسؤولية والعدالة والمتابعة والرقابة.. لكنه لابد أيضاً من الاعتراف بأن هناك دائماً فائزاً واحداً فى كل لعبة، وليس من الضرورى ولا هو من العدل، أن يفوز الجميع فى كل لعبة.. فنحن لسنا متساوين فى كل شىء.. فهذا ضد قواعد الحياة.. سواء فى السياسة أو العمل أو حتى كرة القدم.. ومسؤولو القنوات الذين سيطالبون بحصة متساوية من أرباح كرة القدم.. لأن أحداً منهم لا يريد أن يدفع أكثر، أو على استعداد للبحث عن بديل.. هم تماماً مثل السياسيين الذين يطالبون بنصيب من الربح دون أى عناء أو جهد.. يريدون المساواة فى كل شىء دون أى خيال وتجديد وابتكار.. فالكل الآن يريد كل شىء.. لكن لا أحد يريد أن يدفع أى ثمن.
المصدر: المصري اليوم