حسن المستكاوي يكتب: عاصفة الصحراء المونديالية
2 اكتوبر 2013 الساعة 11:24 صباحا
●● فى حوار مع جريدة الشرق القطرية قال رئيس الاتحاد القطرى لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثانى تعليقا على «عاصفة الصحراء الرياضية» التى هبت منذ أيام على تنظيم قطر لكأس العالم 2022.. قال مفسرا الضغوط الغربية والهجوم بأن بعض الدول العظمى التى نافست قطر على هذا الشرف وراء تلك الزوابع الإعلامية، وقال: «إقامة البطولة صيفا أو شتاء نحن جاهزون وتحت كل الظروف».
●● معروف أن اللجنة التنفيذية للفيفا ستعقد اجتماعا فى زيوريخ يومى 3 و4 أكتوبر المقبل لمناقشة تغيير موعد مونديال 2022 ليقام شتاء بدلا من صيفا لشدة الحرارة فى قطر خلال تلك الفترة، وعلى الرغم من تكييف الملاعب، وهو ما تعهدت به قطر فى ملفها، فإن القضية ليست صحة اللاعبين فقط وإنما آلاف الإعلاميين والجماهير القادمة من شتى بقاع الأرض.. فهل تكيف الشوارع؟
●● خلال شهر سبتمبر الجارى طالب بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى الساحر بلاتر بحماية سمعة الفيفا، إذ إن الشائعات تتحدث عن فساد ضارب فى جذور القصر الذى يحكم جمهورية كرة القدم، ومن جهته تضاربت أقوال بلاتر وتصريحاته، فهو الذى أكد فى أحد أيام سبتمبر أن مونديال 2022 سيقام صيفا فى قطر ثم عاد وقال إنه يجب أن ينقل شتاء، وهو الذى قال أيضا إن إسناد كأس العالم لدولة قطر قد يكون «غلطة كبيرة»، وهو مرة أخرى الذى قال إن الفيفا تعرض لضغوط سياسية أوروبية من رؤساء دول وحكومات لمنح قطر تنظيم المونديال بسبب ارتباط الأوربيين بمصالح اقتصادية ضخمة مع الدولة الخليجية الغنية.
●● السؤال المهم: لماذا تذكر الجميع (بعد 34 شهرا من قرار الفيفا فى ديسمبر عام 2010) فى أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا واليابان وكوريا أن قطر سوف تنظم مونديال 2022، ولماذا يبدو أن هناك حملة مخططة ضد البلد الخليجى حتى أن كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذى لفريق بايرن ميونيخ يواجه الآن تهمة التهرب من ضرائب عن ساعة رولكس بقيمة 84 ألف جنيه أسترلينى تلقاها أثناء زيارة إلى قطر، وينتظر تغريمه أكثر من 200 ألف يورو..؟!
●● نفى رومينيجه الاتهام ورد بأنها هدية من صديق، إلا أن هناك تفسيرا بشأن الانتظار 34 شهرا لتفجير مشكلة موعد المونديال.. وهو أن العالم الغربى الذى التهمت شركاته الكثير من الأموال فى بعض عمليات قطر استعدادا للمونديال سوف تكتفى بما التهمته وسوف تسحب البطولة من قطر بعد فترة، وهو تفسير المؤامرة والمصالح.. لكنه لا يكفى لتبرير تلك العاصفة الدائرة حاليا والتى قد تهدد كيان الفيفا..؟!
●● يبقى فيما تناولته هنا وما قد نتناوله بشأن تنظيم قطر للمونديال، يبقى أنه أمر لا علاقة له بالسياسة، حتى لو كانت الرياضة فيها كثير من السياسة، ولكنه تناول لقضية رياضية شديدة الخطورة، تكشف لنا أخطارا تهدد كيان كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، وتثير علامات استفهام حول صمت طال حين اتخذ قرار منح قطر شرف تنظيم المونديال..
●● هذه قضية رياضية أصيلة تتعلق بأهم اتحاد رياضى فى العالم وتتعلق بأهم لعبة على كوكب الأرض.. وتتعلق بأهم حدث تلتف حوله البشرية وتحتفى به كل أربع سنوات.
المصدر: الشروق