حسن المستكاوي يكتب: اضحك مع الكرة المصرية!
9 يناير 2014 الساعة 1:16 مساء
•• اقرأ وهز رأسك أسفا، أو اضحك على الخيبة التى تخيم على رأس الكرة المصرية.. فهذا مقال كتبته قبل عشر سنوات عن أزمة بث مباريات الدورى.. هل تصدق؟!
•• قبل 48 ساعة من بدء مسابقة الدورى للموسم الجديد، يشهد شارع الكرة المصرية واحدة من الأزمات الموسمية القديمة التى تطل برأسها، وتهدد بحرمان الملايين من عشاق اللعبة الشعبية الأولى من متابعتها تليفزيونيا، وتبدو تلك الأزمة المتكررة ميراثا لسياسة «حافة الهاوية» لوزير خارجية أمريكا فى أيام الحرب الباردة فوستر دالاس، التى تدفع بالأزمة والصراع إلى نقطة اللاعودة ثم ينفجر الحل فجأة.
•• رفض رؤساء الأندية فى اجتماعهم الذى عقد أمس (أمس هذا كان من 10 سنوات) بمقر اتحاد الكرة عرض التليفزيون بشأن المقابل المادى للنقل المباشر لمباريات الدورى الممتاز، وهو 50% من نسبة الإعلانات التى تحققها المباراة. وحسم الأهلى أمره مبدئيا بمشروع قناته التليفزيونية التى يوشك أن يطلقها فى المستقبل، وستنقل مبارياته مشفرة بجانب 8 ساعات يوميا من أنشطة كرة القدم مقابل اشتراك رمزى يومى لأنصاره قدره 50 قرشا فى اليوم. حيث يحقق المشروع دخلا سنويا فى المتوسط يقدر بحوالى 36 مليون جنيه. وهو أضعاف ما يحصل عليه من المقابل المادى لإذاعة مبارياته على الهواء مباشرة. أما الزمالك فطالب بنسبة 90% من الإعلانات وهو ما لايتفق إطلاقا مع عرض التليفزيون. أما الأندية الصغيرة التى لا تحظى بنفس شعبية الأهلى والزمالك فهى الضحية الأولى، فمن جهة يعد المقابل الذى يدفعه التليفزيون مصدرا رئيسيا للتمويل، ومن جهة أخرى لا تملك وسائل أخرى ولا تضمن إيرادات جيدة من حصيلة بيع تذاكر المباريات، ولا تملك أيضا ترف تأسيس قنوات تليفزيونية خاصة بها.
•• المشكلة التى تعيشها الكرة المصرية حاليا قديمة ومتجددة، وبدأت أول أزمة عندما طلب الأهلى من الإذاعة المصرية زيادة حقوق النقل المباشر فى عام 1954، وكان يحصل على 75 جنيها عن المباراة الواحدة منذ بدأت الإذاعة فى نقل المباريات لأول مرة عام 1934. وتجددت المشكلة مع التليفزيون فى عام 1974 حين رفض الأهلى إذاعته مباراته مع الزمالك وتدخل فى الأمر د. أحمد كمال أبوالمجد وزير الإعلام فى ذلك الوقت، ثم تكررت الأزمة نفسها فى العام التالى واستدعى الأمر تدخل د. عبدالعزيز حجازى رئيس الوزراء، وقد طرحت العديد من الحلول بشأن زيادة المقابل المادى للأندية طوال السنوات الماضية، ووصل إلى مبلغ 300 ألف جنيه لكل من الأهلى والزمالك عن كل مباراة فى الدورى، ويزيد المقابل إلى 375 ألفا فى مباراة الفريقين، بينما تحصل الأندية الأخرى على 169 ألف جنيه فى مبارياتها التى تنقل على الهواء مباشرة وهى مع الأهلى أو الزمالك. ومن المعروف أن المبالغ التى كانت تدفع تسدد من وزارة الشباب بنسبة 60% والباقى من وزارة التخطيط ومن التليفزيون.
•• نحن فى مطلع القرن الحادى والعشرين ها هى نفس الأزمة تتكرر، فالأندية ترى أن كرة القدم سلعة ومنتجا من حقها أن تبيعه بأفضل سعر، لكنها لا تملك فعليا حق التصرف فى هذا المنتج.
•• انتهى المقال.. واضحك مع الكرة المصرية أو عليها!
المصدر: الشروق المصرية