حسن المستكاوي يكتب: بطولة فى ليلة حزينة
21 يوليو 2014 الساعة 1:39 مساء
•• وسط مشاعر الحزن عل شهداء الوطن، تابعت مباراة نهائى كأس مصر بين الزمالك وسموحة. وقد أكد العديد من الزملاء أن الفريقين وقفوا دقيقة حدادا قبل بدء اللقاء، وهو ما لم أشاهده على شاشات التليفزيون وأغضبنى وأغضب من حولى، ودون الانحياز لغضبى لعدم مراعاة الحداد قبل المباراة، أكرر أن اتحاد الكرة لم يفت منه هذا القرار، ووقف اللاعبون حدادا على أرواح شهداء الوطن من جنودنا وضباطنا الذين اغتالتهم يد الإرهاب الخسيس فى نقطة تأمين عند الوادى الجديد. وحسنا فعل الاتحاد، فنحن نرى العالم حولنا يستدعى مظاهر الحزن النبيل فورا قبل بدء مباريات وبطولات رياضية.•• زاد من حالة الغضب مشاهد الضحايا من أهل غزة المدنيين الفلسطينيين المسالمين الذين يدفعون ثمن حرب وضعوا فى قلبها بتصرفات حمقاء.. وزاده أيضا أن الرئيس الأمريكى الذى يراه البعض فى عالمنا العربى رمزا للحرية والديمقراطية، يرى هذا الرجل أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد الإرهاب، بينما نجده لا يعلق على حق مصر فى الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب الذى يخطط لها من الداخل ومن الخارج.•• هى على أى حال كانت ليلة حزينة، خاصة بعد هذا الاعتداء على أتوبيس فريق سموحة فى استمرار لظاهرة قميئة، إذ سبق ذلك اعتداء على أتوبيس الزمالك فى مباراة سموحة بالدورى. والحادثتان قام بهما مجموعة من البلطجية، أدعياء حب كرة القدم. ولا أظن أنهم من جماهير الأهلى أو الزمالك. هم شياطين تم تأجيرهم لإثارة الفوضى، وإشاعة الغضب وهؤلاء يستحقون العقاب وتذوق مرارة السجون مثل غيرهم من العصابات التى أحلت الإجرام، واستباحت الأعراض والأفراد. هؤلاء يجب أن يلقى القبض عليهم ويحالوا لمحاكمات عاجلة ليكونوا عبرة لأنصار الفوضى.. وأرجو ألايتحدث أحد بأنهم شباب واعد، وشباب يبحث عن الحرية، وشباب يتطلع للمستقبل، وشباب يرفض الظلم. الذين اعتدوا على أتوبيس سموحة هم أنفسهم الذين اعتدوا على أتوبيس الزمالك، وفى الحالتين لايوجد سبب واحد للاعتداء، وهم لاعلاقة لهم بكرة القدم أو جماهير الأهلى والزمالك. هم عصابة هدفها نشر الشر ونثره بأجر؟•• مبروك للزمالك الفوز بكأس مصر. وهو فى تلك المباراة تحديدا يستحق اللقب، لأن سموحة توقف عن إنتاج الهجوم تماما بنجاح دفاع الزمالك فى الحد من حركة مفاتيح لعبه، بتنظيم دفاعى جيد، نجح خلاله المدافعون فى حراسة العجيزى وحمودى وعلاء على وعبد الخالق وغيرهم من لاعبى الفريق الذى يعد الأفضل هذا الموسم. وقد خسر الدرع بفارق هدف أمام الأهلى ثم أعطاه درسا فى قبل نهائى الكأس وكاد يفوز بخمسة أو ستة أهداف، ثم عاد سموحة وخسر الكأس بهدف فى توقيت قاتل أمام الزمالك فى ليلة حزينة بأحداثها.•• انتهى الموسم أخيرا الذى لم نتوقع له نهاية. ويبقى أن نفكر فى الموسم الجديد وفى تنظيمه فورا دون انتظار لزيارة من نفس الأزمات لمواجهتها.. برجاء ضعوا مرة الحصان قبل العربة، غير معقول أبدا هذا الإصرار على وضع العربة قبل الحصان كل سنة، كل سنة، كل سنة؟!
المصدر: الشروق