قبعة طولان وفتاة الزمالك
12 ديسمبر 2016 الساعة 9:50 صباحا
لم يكن رد الفعل الخارج عن السيطرة الذى قام به حلمى طولان المدير الفنى لسموحة، عقب مباراته أمام النادي الأهلي، وتصريحه الغريب بتأييد المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك فى هجومه على الحكام، إلا تعبير عما يجيش فى صدره بمساندة ناديه القديم، وحنينه له ورغبته التى اصطدمت برغبة محمد فرج عامر رئيس الفريق السكندري، الذى حرمه من تدريب الأبيض وتهديده بعدم العمل مرة أخرى فى الأزرق، حال تخليه عن سموحة فى هذا التوقيت الحساس من الموسم، وهو ما عمل له المدرب المخضرم ألف حساب خاصة مع الحالة المزاجية لمرتضى والتى لا يضمن معها البقاء مدربا للفارس الأبيض لأكثر من أسابيع معدودة، حال لم تتحقق النتائج المرجوة، وذلك قبل أن يستقر فى النهاية على إعادة محمد حلمى لقيادة القلعة البيضاء، خلفا لمحمد صلاح الذى عاد أدراجه لمنصب المدرب العام بعد 3 مباريات فقط مديرا فنيا.أخطأ طولان عندما برر خسارة فريقه أمام الأهلى فى الوقت بدل الضائع، على شماعة الحكام، خاصة أن سموحة كان أكثر من ند للمارد الأحمر، بل وكاد يخطف اللقاء فى أكثر من مناسبة، لولا بسالة الدفاع الأهلاوي بقيادة سعد الدين سمير صاحب الهدف المجنون فى الدقيقة الـ 93 من الخطأ الوحيد لحارس سموحة محمد أبوجبل طوال المباراة، وأحمد حجازي الذى أنقذ هدفا قاتلا من أقدام أحمد رءوف في الدقائق الأخيرة للقاء الأمتع في الدوري حتى الآن.. فقد خان حلمي الوقت المناسب للإعلان عن أحقية مرتضى منصور فيما قاله عن الحكام، وكان حريا به أن يعلن مساندته لأحد أضلاع اللعبة فى مصر، كما فعل حسام حسن مدرب المصري، والذى نال الكثير من الحكام ومعه شقيقه إبراهيم خاصة فى بدايات الموسم الحالى.. حيث يعد حلمى طولان أحد كبار المدربين الوطنيين في الفترة الحالية، وكان لزاما عليه المساندة تماما مثلما أكد رئيس ناديه، خاصة مع الهجمة الشرسة من الأندية على الحكام والتهديد بالانسحاب بسبب أخطاء الحكام الموجودة فى العالم كله، خاصة الدوريات الكبرى فى أوروبا أبرزها الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني وما يحدث فيهما من كوارث تحكيمية، تصل لحديث مدربين عن أخطاء الحكام ومهاجمتهم فى أحيان كثيرة، لكننا لم نجد أبدا تهديدا بالانسحاب بشكل جماعي كما حدث من الزمالك وأسوان والإسماعيلي وطنطا وغيرها من الأندية، التى استغلت الفرصة وأرادت أن توجه ضربة قاسمة للكرة المصرية، رغم الاعتراف بأنه انسحاب "فشنك" وذرا للرماد فى العيون، لولا الوقفة القوية من قبل اتحاد الكرة المصري بقيادة هاني أبوريدة، الذى استطاع بخبراته ونفوذه الكبير أن يحتوي الموقف وأن تمر السحابة على خير، بدون مشكلات وإن كان عن طريق المسكنات بإقالة رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام، وإيقاف إبراهيم نور الدين حكم مباراة الأزمة بين الأهلي ومصر المقاصة، التى لم يكن الزمالك طرفا فيها، وأقحم نفسه ورئيسه بدون مبرر منطقي، خاصة أن البطولة لا تزال فى بدايات الثلث الثاني، هناك نحو 20 أسبوعا متبقية على نهايتها وحسم هوية البطل، مع العلم أن الزمالك نفسه لديه 24 مباراة بسبب المواجهات المؤجلة بداعي المشاركة الإفريقية.عقب انتهاء هوجة الانسحاب الوهمي من قبل نادي الزمالك، الذى جربه فى غير مرة، أعاد مرتضى منصور رئيس الزمالك عقد جلساته مع لاعبي الأبيض للم الشمل بعد كل تعادل فى الدوري، والذى وصل حتى الآن للرقم "4" ومرشح للزيادة بسبب الحالة غير المستقر نفسيا وفنيا التى يعيشها نجوم القلعة البيضاء، لتوالى المدربين وتغيير الفكر التدريبي، كل شهرين تقريبيا.. لكن الجديد فى الجلسة الأخيرة لمنصور مع لاعبي الزمالك، هو توجيه انتقادات بطريقة مازحة لنجوم الفريق، أبرزها انتقاده لشيكابالا بعدم الزواج حتى الآن وهو تلميح يوحي بنية رئيس النادي نحو الفهد الأسمر، الذى استعاد بريقه فى الفترة الأخيرة رغم تراجع نتائج الأبيض.. كما لام إسلام جمال المجمد منذ نهائي بطولة إفريقيا، على السهر والفيديوهات المسربة له، وحديثه العلني معه عن الفتاة التى يعرفها، وهو ما نفاه اللاعب، ومازحه بأنه كيف يعلم هذه الأنباء، وهو ما يدلل على أن رئيس الزمالك يعرف كل صغيرة وكبيرة عن اللاعبين، لكنه حتى الآن لم يستطع احتواءهم لنيل ثقتهم، بل على العكس فإن اللاعبين يلعبون وكأنهم تحت المراقبة، فلم نعد نرى المتعة التى يتمتع نجوم الأبيض، اللهم إلافي مواجهة و3 لا نراهم وكأنهم موظفون فى الملعب، حيث لا متعة ولا روح ولا تكتيك رغم امتلاكهم لمدربين من الصفوة، على شاكلة محمد صلاح ومحمد حلمى، ومن قبلهما مؤمن سليمان.. وهو ما يجب أن يتنبه له مرتضى منصور الذى لا شك يعلم قبل غيره، أن لاعبيه لن يستعيدوا التوازن بهذه الطريقة، خاصة أنه رأى بنفسه ما يحدث فى النادي الأهلى، واختيار الإدارة مدربا حاسما هو حسام البدري، تركته يفعل ما يحلو له فنيا وإداريا، فقبض على زمام الأمور بيد من حديد، بمساندة من المجلس الأحمر، الذى كان قبل البدري يفعل ما يفعله مرتضى بل وأكثر، ووصل حد التدني لدرجة انفراط عقد الفريق وتراشق واشتباك اللاعبين مع بعضهم البعض وكذلك وصلت لحد مدربيهم.. فهل ينجو الزمالك من المصير المجهول الذى ينتظره لا محالة، حال استمر الضغط النفسي الرهيب على اللاعبين والمدربين؟!، مع العلم التام بأن العزومات وكثرة الجلسات الودية، تخرج اللاعبين عن التركيز أكثر مما تلم شملهم.. ودمتم!!!!بقلم: حامد سعد حامد
المصدر: يوروسبورت