نهاية الفتة..!!
15 يونيو 2017 الساعة 3:44 مساء
ليست هناك مشكلة أن يخسر منتخبنا الوطني لكرة القدم من تونس فقد فعلها15 مرة قبل ذلك دون خجل أو حياء علي مدار المواجهات المباشرة التي جمعتنا بهذا البلد الصغير في مساحته وسكانه.. والكبير في إصراره وعزيمته!
لكن المشكلة الحقيقية أن نظهر بهذا المستوي الهزيل, ويلعب نجومنا ومحترفونا في أوروبا90 دقيقة دون أن يصنعوا هجمة واحدة علي مرمي الفريق المضيف, لقد شعرت بكثير من الخجل وأنا أشاهد المباراة وسط مجموعة من زملاء المهنة السعوديين والعرب, قالوا إنهم يرون فريقا آخر غير الذي شاهدوه في أمم إفريقيا.. فريق مهزوم.. أنقذته عناية الله من هزيمة فضائحية. سألوني عن الفتة التي أكلها الأرجنتيني كوبر في الحسين.. والملايين التي يحصل عليها اللاعبون من إعلانات رمضان, والبرامج الهزلية التي يشاركون فيها.. وقالوا: كيف يركز اللاعبون علي كرة القدم وسط هذه الحالة من الفوضي والبهرجة. سألوني عن الـ40 مليون يورو التي سيحصل عليها محمد صلاح نظير انتقاله إلي ليفربول الإنجليزي, والملايين التي يطالب بها مرتضي منصور للتخلي عن محمود عبد المنعم كهربا رغم أنه لم يحرك ساكنا طوال المباراة, عن الذين سمحوا للمدرب في المشاركة في إعلان تليفزيوني.. وأشياء أخري لم أجد لها إجابة.. مثل الكثير من المتناقضات التي تحدث في بلدي ولا أعرف إجابتها! مخطئ من يتصور أن الكلام علي كوارث الخسارة من تونس هو تقليل من هذا البلد الشقيق المبهر الذي يسيطر مدربوه علي مفاصل تدريب أندية الخليج, لكنني أظن وبعض الظن إثم أن كثيرين شاركوا في تهيئة المنتخب المصري لهذه الخسارة.. تحدثنا باستفاضة علي أن الفوز أو الخسارة لن تؤثر كثيرا علي موقف مصر.. بل إن المدرب نفسه قال هذا الكلام في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة. أعود إلي مدرب الفتة كما يحلو للبعض تسميته, هل بات طموح المنتخب المصري الذي يضم مجموعة من أبرز المحترفين أن يلعب كل مبارياته بطريقة دفاعية عقيمة بهذه الصورة؟ هل شاهد منتخب الساجدين في كأس إفريقيا2006 و2008 و2010 الذي كان يصنع الفرح والإبهار بهجومه وروحه القتالية؟ وأخيرا.. هل هذه هي نهاية الفتة؟!
بقلم: علي مسعود
المصدر: الأهرام المسائي