فتة كوبر ..وفتة مصر ..استقالة سلامة
19 يونيو 2017 الساعة 6:06 مساء
احمد شوبير يكتب فتة كوبر وفتة مصر
مازلت على موقفى من مساندة كوبر، المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى، ومازلت أعتقد أنه مدرب جيد وأن النتائج التى حققها مع المنتخب الوطنى هى نتائج ممتازة، وأن الرجل يملك فكرا تدريبا جيدا مما أهله لصدارة مجموعة مصر فى تصفيات كأس العالم ووصول المنتخب الوطنى إلى نهائى بطولة الأمم الأفريقية والحصول على المركز الثانى، ولكنى أرى أن ما يحدث مع كوبر، خصوصا من بعد بطولة الأمم الأفريقية، لهو نظير لإفساد الرجل وضياع كل ما نحلم به من تقدم للكرة المصرية، فالرجل الذى جاء بهمة ونشاط وتواضع لا محدود هو نفسه الذى يعيش الآن فى مرحلة أراها صعبة، فقد اختلفت آراؤه واختلفت طباعه وتفنن المسؤولون عن اتحاد الكرة المصرى فى سياسة الفتة والميغة، مما جعل الرجل يصدق أنه الآمر الناهى وأن الكرة المصرية لا يمكن أن تتقدم خطوة للأمام إلا بمباركة مولانا كوبر، فما حدث فى طريقة اختيارات لاعبى المنتخب الوطنى خير مثال على ما أقول، فمثلا اختيار لاعبين لا وجود لهم تقريبا فى فرقهم ولا يشاركون إلا لدقائق معدودة، وفى الوقت نفسه استبعاد لاعبين أثبتوا كفاءة غير عادية من خلال مباريات الدورى العام ومع ذلك لا يجدون فرصة فى اختيارات كوبر والحجة دائما أن الرجل يعشق الاستقرار، لذلك لا يجب مطالبته بضم لاعبين جدد لأن النتائج هى خير دليل على نجاح الرجل، وهنا أتساءل لماذا يلعب اللاعبون فى مسابقة الدورى العام، أليس من أجل الانضمام فى النهاية للمنتخب الوطنى ونيل شرف تمثيل منتخب مصر؟.
وأسأل متى ينضم حسين الشحات ومحمود حمدى وأحمد جمعة وأحمد الشيخ إلى صفوف المنتخب؟، سواء كانت اختيارات أو مشاركات، فليس معنى اختيارى لاعبا فى المعسكر أو فى رحلة من الرحلات ثم عدم وضعه فى القائمة نهائيا، مثلما حدث مع جمعة والشيخ، أن هذا اللاعب أصبح أحد أعضاء المنتخب الوطنى، وبالمناسبة هناك أسماء كثيرة تستحق أن ينظر إليها كوبر وأن يعطيها الفرصة، كما أن العناد والمبالغة فى عقاب اللاعبين، مثلما يحدث مع باسم مرسى وحسام غالى، سياسة تضر بصاحبها وتضر بالمنتخب قبل كوبر. فى النهاية مطلوب من اتحاد الكرة إيقاف هذه الفتة ومطلوب من كوبر ألا يغرز أكثر فى الفتة.
■ جاءت استقالة أنور سلامة من لجنة الكرة بالنادى الأهلى لتكون بمثابة جرس إنذار شديد لقطاع الناشئين بالنادى الأهلى، هذا القطاع الذى يعانى من عدم الاستقرار منذ فترة ليست بالقصيرة، ولعلى أكون شاهدًا على قطاع الناشئين بالنادى الأهلى، فقد انضممت إلى صفوف الأهلى فى أواخر عام ٧٧، وقت لم يكن لهذا القطاع سوى مدير واحد وإدارى وحيد.
المدير كان الكابتن مصطفى حسين، وكانوا يطلقون عليه اسم أبو الأشبال، وكان الرجل مدير القطاع بالنادى الأهلى بالجزيرة، وقد كانت الإمكانيات محدودة للغاية، حيث لم يكن هناك سوى ملعب وحيد تتدرب عليه كل فرق النادى الأهلى بما فيها الفريق الأول، وكانت كل مباريات الناشئين تقام فى ملعب التتش بالأهلى.. أيضا لم يكن لدينا سوى إدارى واحد يعمل مع كل فرق قطاع الناشئين هو عم جمعة سرحان، ورغم تقدمه فى العمر نسبيا إلا أنه كان شعلة نشاط لا تهدأ، ولم يحدث أن وقع الأهلى ولو لمرة واحدة فى فخ التسنين أو التزوير، والأجمل ورغم صعوبة المنافسة كنا نفوز بمعظم إن لم يكن كل البطولات لكل المراحل السنية، ولكن الأهم كان فى عدد اللاعبين الذين يتم تصعيدهم إلى الفريق الأول، أذكر مثلا من جيلى طاهر أبوزيد وعلاء ميهوب وحسام البدرى وربيع ياسين وحاتم الكردى وأسامة عرابى ومحمود صالح ومن بعدى قليلا جاء علاء عبدالصادق وحسام وإبراهيم حسن وغيرهم الكثير من اللاعبين والنجوم الذين ساهموا فى صنع تاريخ الأهلى وإحرازه للبطولات على المستويين المحلى والقارى.
وأذكر أن المدربين الأجانب أمثال دون ريفى وديتريش فايتسا كانوا حريصين على متابعة تدريبات ومباريات الناشئين، وكانوا يفاجأون كل فترة باختيار وجوه جديدة تصعد للفريق الأول، ولا أنسى ما فعله محمود الجوهرى حين أعطى الفرصة للعديد من اللاعبين الناشئين فتألقوا وأصبحوا نجوما فى الفريق الأول، بل والمنتخب الوطنى، وحتى ما لم يحالفه الحظ بالتألق داخل النادى الأهلى كان ينتقل إلى أحد الأندية الكبرى مثل الإسماعيلى والمصرى وغيرهما ليكتب شهادة ميلاد جديدة ويضع نفسه على أول طريق النجاح، هذا بفضل استقرار قطاع الناشئين والدعم المستمر له من مجلس الإدارة، ولا أعرف ما الذى حدث فى السنوات الأخيرة لهذا القطاع، وبعد أن كان هو الممول الأول لفريق النادى الأهلى بلاعبين أمثال شريف إكرامى وحسام غالى وعماد متعب وحسام عاشور وسعد سمير ورامى ربيعة وحتى مؤمن زكريا فهو أصلا من ناشئى النادى الأهلى، وغيرهم من اللاعبين الذين تألقوا فى صفوف الفريق الأول وانضم معظمهم إلى المنتخبات الوطنية بمختلف المراحل السنية..
لم تعد هذه السياسة قائمة وفقد الأهلى أحد أهم أسلحته وهو الاستقرار فى قطاع الناشئين وإمداد الفريق الأول بلاعبين متميزين ثم الحصول على البطولات، ورغم قناعتى التامة بأن تحقيق البطولات فى مراحل الناشئين ليس الهدف الأول، إلا أنها بالتأكيد ضرورية وهامة للوقوف على مستوى الفرق المختلفة. أيضا كثرة التغييرات فى قطاع الناشئين، سواء فى المدربين أو إدارة القطاع، أثرت بالسلب وبشدة على هذا القطاع ونتائجه، فرأينا عبر السنوات الأخيرة تغييرات عنيفة، وتناوب على إدارة القطاع عدد كبير من المدربين والإداريين وهو ما أدى إلى عدم الاستقرار، وبالتالى تدهورت النتائج بشدة، حتى إن الأهلى لم يحصد سوى بطولة واحدة هذا الموسم هى بطولة مواليد ٢٠٠٠ من كل بطولات الناشئين فى جميع المراحل السنية.
لذا.. أرجو من المهندس محمود طاهر أن يتعامل بمنطق الجد مع استقالة الكابتن أنور سلامة، وأن يبحث فى أسبابها إذا كان يريد لهذا القطاع أن يعود إلى سابق عهده من الانتصارات وإمداد الفريق الأول باللاعبين المميزين، كما أنه مطالب أيضا بمساعدة الكابتن عمرو أبوالمجد، وتوفير كل الأجواء الصحية له لعودة قطاع الناشين بالأهلى إلى سابق عهده.