الأهرام المسائي: الزمالك يتخلص من مراكز القوي داخل المستطيل الأخضر

23 مايو 2018 الساعة 4:07 مساء

مفاجآت بالجملة بات من المؤكد أن تشهدها قائمة الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك في الموسم الجديد ليس بسبب تقليل اتحاد اللعبة للحد الأقصي للمقيدين في قوائم الأندية ليصبح‏25‏ لاعبا فقط بدلا من‏30,‏ وإنما لرغبة الجهاز الفني بقيادة خالد جلال

 في التخلص من اللاعبين مراكز القوي الذين فجروا العديد من المشكلات في الفترة الماضية دون أن يكون لهم مردودهم الفني المميز داخل المستطيل الأخضر أو مساهمة حقيقية في انتصارات وإنجاز الفوز بكأس مصر الذي حققه قبل أيام بالفوز علي سموحة في النهائي بركلات الترجيح من نقطة الجزاء, ومن قبله الإطاحة بالإسماعيلي في الدور قبل النهائي بانتصار عريض بأربعة أهداف مقابل هدف.. وفوز رد الاعتبار علي الأهلي2 ـ1 في ختام الدوري العام.
وليست مشكلات لاعبي الزمالك الكبار هي السبب الرئيسي في نوايا الجهاز الفني في الإطاحة بهم من قائمة الموسم الجديد, وإنما مستواهم الفني بعدما فرضت قائمة الـ25 لاعبا علي الجهاز الفني ضرورة التعامل بشفافية ودون مجاملة مما دفعه لعقد مقارنات بين أربعة لاعبين كبار بالفريق وبين مجموعة من الصاعدين والصفقات التي ضمها الزمالك في الموسمين الماضيين لتكون المفاجأة أنها لم تكن في صالحهم علي الإطلاق, خاصة وسط الملعب والدفاع والهجوم مثل المدافع الأيمن حازم إمام ولاعب الوسط المهاجم محمد إبراهيم ورأس الحربة باسم مرسي الذي حصل علي كم من الفرص في الموسمين الماضيين فشل في استغلالها بشكل كبير.
وما يزيد من صعوبة استمرار محمد إبراهيم أن مركزه مزدحم باللاعبين المميزين الذين من الصعب الاستغناء عنهم بعد الأداء القوي الذي قدموه في نهاية الموسم.. وتعافي أيمن حفني من إصابته ووجوده في تشكيل الفريق في المباريات والتزامه بتعليمات الجهاز الفني وعدم الاعتراض علي قراراته سواء شارك أو جلس بديلا.
والمشكلة الأكبر التي يواجهها الجهاز الفني تتمثل في لاعبيه المعارين خارج الحدود وفي مقدمتهم شيكابالا ومحمود كهربا ومصطفي فتحي وعلي جبر خاصة أنه لم تعد هناك رغبة كبيرة في عودتهم لصفوف الفريق باستثناء الثاني المحترف باتحاد جدة السعودي والذي يمتلك عروضا كثيرة وينتظر لما بعد نهاية كأس العالم بروسيا.
وإذا كان محمود كهربا لا يمثل مشكلة علي الإطلاق للزمالك ومجلس إدارته وجهازه الفني سواء عاد لصفوفه في الموسم الجديد وقطع رحلة احترافه العربية التي بدأت منذ ثلاثة أعوام أو استمر فيها وجدد النادي إعارته فإن الأزمة الحقيقية تتمثل في الثلاثي المعار: شيكابالا ومصطفي فتحي وعلي جبر ويتحفظ الجهاز الفني علي عودتهم لأسباب كثيرة ومتنوعة, أهمها أن الأول النجم الأسمر كثير الصدامات والخلافات مع الأجهزة الفنية ويتدخل في أمور عديدة لا تخصه ويعترض بشدة عندما يجلس علي دكة البدلاء حتي وإن لم يحدث كل ذلك فهو دائم النزاع مع زملائه بالفريق ويضعهم تحت ضغوط عنيفة مما دفع الجهاز الفني لأن يوصي مجلس الإدارة بإقناعه بضرورة الاستمرار في رحلة احترافه وقبول العرض السعودي الجديد الذي ناله من أحد الأندية الكبري هناك بعد نجاحه في التألق والإبقاء علي فريقه الرائد في دوري المحترفين.
وفي الوقت الذي لا تلقي فيه عودة شيكابالا للزمالك قبولا كبيرا, فإن نفس السيناريو يعيشه علي جبر لاعب الفريق الذي رحل منه علي سبيل الإعارة خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير الماضي لصفوف ويست بروميتش الإنجليزي ولم يشارك بصفة أساسية وزادت مشكلاته بهبوط فريقه ولا يمتلك عروضا قوية لمواصلة مسيرة الاحتراف الخارجي ولا يملك مجلس الإدارة إلا قيده في قائمته الأولي حتي لا يصبح حرا في وقت بات غير مطروح في دائرة خيارات الجهاز الفني للاعبين الأساسيين في قلب الدفاع, بالإضافة لرفضه الجلوس علي دكة البدلاء وكثيرا ما فجر الأزمات عند الإطاحة به من التشكيل الأساسي.. وأخيرا فإن مشكلة مصطفي فتحي المعار للتعاون السعودي تبدو مختلفة, فاللاعب شديد الالتزام ولا يثير المشكلات مهما كانت الأسباب ولا خلاف علي موهبته وحجم ما يمتلكه من مهارات عالية وقدرة علي التأثير في أداء الفريق إلا أن أزمته الكبيرة تتمثل في إصاباته المتكررة في الركبة التي تمنعه من اللعب والتدريب بشكل مستمر وهو ما أدي لعدم تجديد إعارته في الفريق السعودي.
وكل هذه المشكلات في كفة وغياب أحمد الشناوي بسبب الإصابة في أخري فحارس المرمي الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي ويخضع للعلاج في الوقت الحالي ومن المقرر أن يعود للملاعب في نهاية شهر سبتمبر المقبل دفع الجهاز الفني لحالة من الحيرة الكبيرة, هل يغامر بأن يبدأ الموسم الجديد الذي ينطلق يوم5 أغسطس بالثنائي محمود جنش وعمر صلاح انتظارا لعودته أو يضم حارسا جديدا لدعم المركز خوفا من المفاجآت غير السعيدة وبالتالي يفرط في مكان بالقائمة المزدحمة بالأكفاء.. وفي كل الأحوال فإن الجهاز الفني سيلقي بكل هذه الملفات لمجلس الإدارة ليتصرف فيها طبقا لأولوياته وسيكتفي بأن يضع توصياته ويحدد أهدافه ورؤيته الفنية بالكامل وتصوراته للموسم الجديد الخاصة بالقائمة.