الانتخابات الامريكية تتصدر الترند اليوم وصراع ناري بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في البيت الأبيض
تنطلق اليوم الثلاثاء الانتخابات الأمريكية 2024 بعد موسم انتخابي اتسم بأنه غير مسبوق لاسيما مع تعرض المرشح الجمهورى، دونالد ترامب لمحاولتي اغتيال وانسحاب الرئيس الأمريكى، جو بايدن من السباق قبل 100 يوم فقط لتصبح نائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية.
من هو دونالد ترامب ؟
ولد دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية، في نيويورك في 14 يونيو 1946 وهو رابع أبناء فريد ترامب أحد عمالقة عالم العقارات الذي كان له تأثير كبير على دونالد وشجعه ليكون ذو شخصية قوية ودربه على "فن الترويج للذات".
التحق ترامب بأكاديمية تعليمية ذات طابع عسكري في عمر الثالثة عشرة أثناء الدراسة ودرس في جامعة فوردهام في نيويورك، وكلية وارتون في بنسلفانيا، حيث حصل على شهادة في الاقتصاد وعمل في شركة والده أثناء دراسته.
أصبح دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا لخلافة والده بعد أن قرر شقيقه الأكبر فريد أن يصبح طيارا، قبل أن يموت في عمر الـ 43 عاما نتيجة إدمانه الكحول، وهو الحدث الذي قال دونالد ترامب إنه أقنعه بتجنب الكحول والتدخين طيلة حياته.
أشرف ترامب على مشروعات عقارية تابعة لشركة والده في أحياء نيويورك، قبل أن يتولى مسؤولية إدارة الشركة بأكملها، وأطلق على الشركة اسم جديد في عام 1971 وهو "مؤسسة ترامب" لتتحول مشروعات الشركة تحت رئاسته من إنشاء وحدات سكنية في أحياء بروكلين وكوينز إلى إنشاء صالات قمار وفنادق وملاعب جولف في مناطق مختلفة داخل الولايات المتحدة وخارجها ووصل إلى عالم صناعة الترفيه بامتلاك حقوق امتياز مسابقات ملكة جمال أمريكا، ثم المشاركة في برنامج تلفزيوني للمسابقات باسم "المتدرب" استمر عرضه 14 موسما تنافس خلالها شباب طامحون من أجل الحصول على عقد عمل في شركات ترامب، الذي اشتهر في البرنامج بعبارة "أنت مطرود" التي كان يوجهها للمتنافسين غير الناجحين.
ألف ترامب عددا من الكتب وشارك في أفلام وفقرات الترفيه التي تسبق مسابقات مصارعة المحترفين وتاجر في كل شيء، من المشروبات إلى رابطات العنق والأحذية لكن إجمالي ثروته تراجع في السنوات الأخيرة، وقدرت مجلة فوربس حجم ثروته بنحو 4 مليارات دولار وتقدم بدعوات لإشهار إفلاسه في 6 مرات مختلفة.
في عام 1987 بدأ الحديث عن خوض الانتخابات الرئاسية، وفي عام 2000 كان يدرس المنافسة في السباق الرئاسي كمرشح لحزب الإصلاح، وكشف رغبته في المشاركة في انتخابات 2012 كمرشح للحزب الجمهوري.
وفي عام 2015 أعلن ترامب رسميا دخول السباق الرئاسي تحت شعار "إحياء الحلم الأمريكي الذي مات" وتركزت حملته على نجاحاته واتهامه للمكسيك بتهريب تجار المخدرات والمجرمين ، متعهدا بأن يجبر المكسيك على تحمل نفقات بناء حائط حدودي بين البلدين.
وبشعار "فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، تمكن ترامب من التغلب على منافسيه في الحزب الجمهوري، ليكون مرشح الحزب في مواجهة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وحقق فوزا على وزيرة الخارجية السابقة وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وأدى اليمين الدستورية كالرئيس الـ45 للولايات المتحدة في 20 يناير 2017.
من هي كامالا هاريس؟
بعد تدرجها فى العمل القانوني كمحامية، ثم مدعى عام لمدينة سان فرانسيسكو، وبعدها مدعى عام كاليفورنيا لفترتين، ترشحت كامالا هاريس عام 2016 لعضوية مجلس الشيوخ عن الولاية، واستطاعت أن تصبح ثانى امرأة من السود تدخل المجلس، وأول سيناتور من أصل هندى فى تاريخ الولايات المتحدة.
خلال ولايتها، كانت هاريس من أبرز المعارضين لقرارات إدارة ترامب. واستغلت دورها فى اللجنة القضائية بالمجلس لتوجيه أسئلة حادة للقضاة المرشحين من الرئيس السابق للمحكمة العليا الأمريكية.
ومع بروزها فى مجلس الشيوخ، ارتفع سقف طموحات كامالا لتفكر فى خوض سباق الرئاسة، وبالفعل خاضت الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطى فى سباق 2020، والذى نافست فيه أسماء بارزة فى مقدمتها جو بايدن، نائب الرئيس السابق، والسيناتور بيرنى ساندرز.
خلال المناظرات الأولى لتلك الانتخابات، استطاعت هاريس أن تسرق الأضواء من بايدن الذى بدا عاجزا عن الرد على انتقاداتها له لتأييده للفصل العنصرى فى السبعينيات. لكن كامالا لم تمكث طويلا فى هذا السباق، وانسحبت فى مراحله الأولى. وبعد فوز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطى، اختارها لتكون نائبة له، فتحولت انتقادات كامالا السابقة لجو إلى تأييد، ودعوة للأمريكيين لاختياره رئيسا يحقق الأفضل للجميع.
وحال فازت هاريس ستصبح أول سيدة من أصل أفريقى ومن أصول هندية تتولى رئاسة الولايات المتحدة.
الاستطلاعات
اتفقت أغلب استطلاعات على أن السباق هذا الموسم متقارب للغاية بحيث يصعب توقع الفائز. وكشف أحدث استطلاع للرأي نشرته صحيفة ذا هيل الامريكية ان كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الامريكية ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب متعادلان في ولايات رئيسية متأرجحة قبل يوم واحد فقط من بدء التصويت.
أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة إيمرسون كوليدج بولينج وصحيفة ذا هيل ونشر اليوم الاثنين أن هاريس وترامب في مجموعة متقاربة من المواجهات في الولايات المتأرجحة، ويتقدم ترامب قليلا في أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا، بينما تتمتع هاريس بميزة في ميشيجان.
أبرز القضايا التي تشغل الناخبين
الإجهاض
تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الإجهاض يعد أحد أهم القضايا التي تشغل بال الناخبين هذا العهام، فهذه أول انتخابات رئاسية منذ ألغت المحكمة العليا حكم روي ضد وايد، وهو الحكم الصادر عام 1973 والذي كرس الحق الدستوري في الإجهاض. ومنذ ذلك الحين، فرضت العديد من الولايات التي يقودها الجمهوريون حظراً كلياً أو شبه كلي على الإجراء.
ودافعت هاريس عن حقوق الإنجاب والحريات الشخصية لحشد الناخبين كما دعمت قانوناً وطنياً ينظم الوصول إلى الإجهاض الآمن.
وكافح ترامب لإيجاد موطئ قدم له في هذه القضية، وأصر على أنها مسألة ولاية واستبعد متأخراً الحظر الوطني. ستظهر التعديلات الدستورية التي من شأنها حماية حقوق الإجهاض أو توسيعها على ورقة الاقتراع في 10 ولايات، والتي يأمل الديمقراطيون أن تؤدي إلى زيادة الإقبال.
الديمقراطية
ونظرا لما شهدته انتخابات 2020 من عنف سياسى أسفر عن اقتحام مبنى الكابيتول فى 6 يناير 2021 بعد رفض ترامب المتكرر لنتائج الانتخابات وفوز جو بايدن، احتلت الديمقراطية أهمية خاصة فى هذا الموسم.
وحذر الديمقراطيون من أن ترامب يشكل تهديداً وجودياً للمعايير الديمقراطية، مستشهدين بما حدث فى 6 يناير، عندما حاول حشد من أنصاره إلغاء هزيمته في الانتخابات. ووصفت هاريس منافسها بأنه فاشي و إنه سيكون ديكتاتورا في اليوم الأول.
وسعى ترامب إلى قلب الطاولة من خلال الادعاء - دون دليل - أن هاريس هى التهديد الحقيقي للديمقراطية، مستشهدا بالرقابة المزعومة على الإنترنت والقضايا الجنائية ضده. ورفض الالتزام بقبول نتائج انتخابات 2024. ووجد استطلاع حديث أجرته صحيفة واشنطن بوست ومدرسة شار للناخبين في سبع ولايات متأرجحة أن المزيد من الناخبين يثقون في ترامب للتعامل مع التهديدات للديمقراطية أكثر من هاريس.
الاقتصاد
تصف مجلة الإيكونوميست الاقتصاد الأمريكي بأنه موضع حسد العالم، قائلة: "لقد ترك الاقتصاد الأمريكي الدول الغنية الأخرى خلفه". ولكن على الرغم من النمو القوي وانخفاض البطالة واستقرار التضخم، فإن بايدن وهاريس يتخلفان باستمرار عن ترامب في استطلاعات الرأي. وتشمل خطط هاريس الاقتصادية تخفيضات ضريبية لمعظم الأمريكيين، وحظر رفع الأسعار، والمزيد من الإسكان بأسعار معقولة، وإعفاء ضريبي جديد للأطفال، فضلاً عن الجهود الرامية إلى تعزيز التصنيع المحلي. لقد تعهد ترامب بخفض الضرائب وفرض تعريفات جمركية شاملة على السلع المستوردة وحماية الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.
الهجرة
كانت هذه القضية هي القضية الرئيسية لترامب منذ إعلانه إطلاق حملته الرئاسية الأولى في يونيو 2015. هذه المرة، حتى مع انخفاض المعابر الحدودية إلى مستويات عام 2020، تعهد بما أسماه أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة. كما استخدم لغة مهينة زعم من خلالها أن المهاجرين غير المسجلين هم "حيوانات"، ولديهم "جينات سيئة" و"يسممون دماء بلدنا".
وعكفت هاريس على الدخول على خط القضية، مؤكدة دعمها لمقترح ثنائي الحزبية في الكونجرس كان من شأنه أن يوظف الآلاف من عملاء أمن الحدود الجدد ويغلق الحدود إذا ضربت المعابر ما معدله أكثر من 5000 شخص يوميًا على مدار أسبوع.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق متقارب للغاية هذا العام ويصعب التنبؤ بمن يمكنه الفوز، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.