صحيفة تتساءل بالوقائع : هل يثبت الزمالك رجولته وينجح في التخلص من اكبر مركز للفساد داخل القلعة البيضاء؟

17 مايو 2012 الساعة 4:40 مساء

الأزمة التي نشبت بين المدير الفني لفريق الزمالك حسن شحاتة. ولاعبه محمود عبد الرازق شيكابالا  في لقاء الفريق والمغرب الفاسي لم تكن وليدة الصدفة. ولم تكن السابقة الأولي للاعب الذي تعود علي التدليل من إدارة النادي والجهاز الفني. بل سبقها وقائع أخري لا تعد ولا تحصي لم يتخذ فيها المعلم  موقفا حاسما. ليدفع المدير الفني الكبير ثمن تهاونه.
 
ورصدت صحيفة الجمهورية حوادث شيكابالا  مع الفريق التي تكررت منذ بداية الموسم مع الجهاز الفني الحالي. وسبقها بالتأكيد وقائع أخري مع الجهاز الفني السابق بقيادة حسام حسن. وفي كل مرة يجد اللاعب من يخرج للدفاع عنه. وأولهم الأجهزة الفنية وإدارات النادي المتتالية.
 
ففي بداية الموسم الماضي ترك شيكابالا معسكر إعداد الفريق وسافر إلي الساحل الشمالي. وإفتعل أزمة مع الجهاز الفني. وبعد أن حصل علي أجازة  بمزاجه  عاد للفريق وكأن شيئا لم يكن ولعب وشارك مع الفريق. بدون توقيع أي عقوبات عليه.
 
في بداية الموسم الحالي. أشعل شيكابالا أزمة عنيفة داخل الفريق مع زميله الجديد هاني سعيد. ودخل في  خناقة بلدي  مع اللاعب بدون سبب. وتعرض هاني سعيد بسبب تلك الأزمة لإصابة في قدمه أبعدته عن الملاعب لما يقرب من شهرين. بعدما أجري عملية جراحية. وتم التكتم عليها من الجهاز الفني. وخرج الجميع ليؤكد أن شيئا لم يحدث يستحق قرارات بالعقوبات. وإكتفي الجهاز الفني للزمالك بزيارة شيكابالا لهاني سعيد في المستشفي.
 
مر حادث هاني سعيد مرور الكرام. وتكرر الأمر نفسه مع مدرب حراس المرمي أحمد سليمان. حيث دخل اللاعب الأسمر في مشادة عنيفة مع مدربه داخل غرفة خلع الملابس بعد إحدي المباريات علي مسمع ومرأي من الجهاز الفني واللاعبين. ولم يتدخل حسن شحاتة لإيقاف اللاعب عند حده. بل لم يوقع عليه أي عقوبات أو جزاءات. وتغيب أحمد سليمان عن تدريبات الفريق لأكثر من أربعة أيام علي أمل أن يتخذ المدير الفني موقفا مع اللاعب يعيد للمدرب الدولي كرامته التي أهينت. إلا أن المدير الفني ومن ورائه إدارة النادي لم يتخذا قرارا يحفظ لمدرب منتخب مصر السابق كرامته.
 
قبل سفر فريق الزمالك إلي تنزانيا لمواجهة فريق يانج افريكانز. في دور الـ 32 لبطولة دوري ابطال أفريقيا. رفض شيكابالا السفر مع الفريق بحجة الإصابة. برغم أن الجهاز الفني والطبي يعلمان تمام العلم أن اللاعب سليم وغير مصاب. وإنه يدعي الإصابة للهروب من السفر إلي تنزانيا والحصول علي أجازة. برغم حاجة الفريق لجهوده. وتخلي عن فريقه ولم يتخذ ضده أي قرار. وعاد للمشاركة في المباريات وكأن شيئا لم يكن.
 
لم يكتف الجهاز الفني للزمالك بأفعال شيكابالا معه. بل إنه تضامن مع لاعبه وكذب عندما إدعي اللاعب الإصابة للتهرب من الإنضمام لصفوف المنتخب الوطني قبل ما يقرب من شهر ونصف. وأكد للجهاز الفني للمنتخب إصابة اللاعب وهو يعلم إنه غير مصاب.
 
أمام كل هذه التصرفات الشاذة وغيرها كثير. فلا مجال لتوجيه اللوم إلي شيكابالا. بل أن اللوم كل اللوم يوجه أول ما يوجه ألي الأجهزة الفنية وإدارات النادي المتتابعة التي تهاونت في التعامل مع أخطاء اللاعب المتتالية. وما حدث منه في مباراة الزمالك والمغرب الفاسي أمر طبيعي وغير مستغرب من لاعب تعود علي التدليل بدون أن يفعل شيئا لناديه أو لمنتخب بلاده.
 
علي مدار السنوات الماضية أعلن في وسائل الإعلام أكثر من مرة عن عقوبات وقعت ضد شيكابالا. بسبب أفعاله غير المسؤولة. وفي كل مرة تتراجع إدارة النادي عن قراراتها بداعي حاجة الفريق لجهود اللاعب. برغم أن شيكابالا لم يصنع شيئا لنادي الزمالك علي مدار عدة سنوات لعبها للفريق الأول. فمنذ صعود اللاعب للفريق لم يفز الزمالك سوي ببطولة كأس واحدة. وبرغم ذلك يعتبره جمهور الزمالك نجمه الأول - أمر عجيب وغريب -.
 
ولأن الشيء بالشيء يذكر. فإن موقف المدير الفني لفريق الأهلي مانويل جوزيه. مع قائد فريقه حسام غالي. كان مختلفا عن موقف حسن شحاتة مع شيكابالا. مع الفارق في موقف اللاعبين. فحينما حاول حسام غالي التدريب مع الفريق عقب عودته من معسكر الإمارات مع المنتخب الوطني رفض مانويل. وصمم علي موقفه برغم حرص اللاعب علي التدريب. بل أن جوزيه وقع عقوبة الإستبعاد عن اللاعب من مباراتي الملعب المالي. في حين تجاهل الزمالك معاقبة شيكابالا في كل أخطائه. وهذا هو الفارق بين الأهلي والزمالك. فالأول ينتصر لمواقفه. في حين أن الثاني يتخلي عن قيمه من أجل لاعب. وهو أمر كاف وكفيل بسقوط أفضل وأقوي الأندية.
 
 أفلح إن صدق  هذا ينطبق علي القرار الذي إتخذه مجلس إدارة نادي الزمالك مع الجهاز الفني. بإيقاف اللاعب وعرضه للبيع في بدابة الموسم المقبل. ولكن من الوارد بشدة أن يتراجع الزمالك عن قرار إبعاد شيكابالا. بعد أن يخرجوا بسيناريو هابط معروف من البداية بأن يعتذر اللاعب لمدربه وجماهير النادي. وإنه كان في حالة نفسية صعبة - لا أحد يعرف ماهية الحالة النفسية - وتعود المياة لمجاريها. وتخرج علينا أصوات تطالب بالصبر علي اللاعب وعدم التربص به لأنه إبن وفي من أبناء نادي الزمالك. وإنه مازال صغيرا - شيكابالا عنده الأن 26 عاما يعني كبر وطلع بطاقة - وما إلي ذلك من مبررات كاذبة وواهية وغير مقنعة.
 
الفرصة الأن أمام إدارة نادي الزمالك وجهازه الفني لإثبات رجولتهم أنهم علي قدر مسئوليتهم وسمعة ناديهم. والحصول علي مقابل مادي مقبول من وراء بيع اللاعب لحل جزء من الأزمة المالية التي يعانيها النادي. لأن أي فلوس سيحصل عليها نادي الزملك من وراء شيكابالا أفضل منه بكثير. والتخلص من أحد مراكز الفساد داخل الفريق. لأنه لن يفعل شيئا لنادي الزمالك.